طباعة هذه الصفحة

غزة تشهد أسوأ وضع إنساني منذ بدء الحرب

الاحتلال يستهدف النازحين وحصيلة الإبادة تتجاوز 51 ألف شهيد

 

  أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، أمس الثلاثاء، عن ارتفاع حصيلة ضحايا الإبادة التي ترتكبها القوات الصهيونية إلى “51 ألف شهيد و116 ألفا و343 مصابا” منذ أكتوبر 2023. بينما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس الماضي (تاريخ استئناف حرب الإبادة الجماعية) ألفا و630 شهيدا، و4 آلاف و302 إصابة”.
استشهد فلسطينيون، أمس، في سلسلة غارات صهيونية على مناطق عدة في قطاع غزة، ضمن حرب الإبادة المتواصلة للشهر 19. بينما وصفت الأمم المتحدة الوضع الإنساني في القطاع الفلسطيني بأنه “الأسوأ” منذ بدء الحرب على غزة.
وتركزت الاستهدافات الصهيونية من الطيران الحربي والمسير إضافة للمدفعية، على خيام ومنازل مواطنين بالقطاع. ففي شمال القطاع، استشهد فلسطينيان في قصف من مسيرة صهيونية لخيمة تؤوي نازحين في منطقة “مشروع بيت لاهيا” شمال قطاع غزة.
واستهدفت المدفعية المناطق الغربية من بيت لاهيا، فيما أطلقت مروحية للاحتلال نيرانها بشكل مباشر نحو منازل المواطنين والمناطق الشرقية للمدينة.
وتبع ذلك استشهاد فلسطيني بعد استهداف طائرة مسيرة منزلا في محيط مفترق الغفري بشارع الجلاء وسط مدينة غزة.
كما أطلقت مسيرة “كواد كوبتر” النار باتجاه حي التفاح شرقي غزة، بالتزامن مع قصف مدفعي استهدف حي الزيتون جنوب شرق المدينة، ما أسفر عن حالة من الهلع في صفوف المدنيين بجانب الدمار.
وفي جنوب القطاع، استشهد 3 فلسطينيين وأصيب آخرون جراء قصف مسيرة صهيونية خيام نازحين خلف كلية الرباط بمنطقة المواصي غرب مدينة خان يونس.
فيما استشهدت فلسطينية وأصيب عدد آخر، في قصف طائرة حربية للاحتلال منزلاً لعائلة عاشور في منطقة التحلية بمدينة خان يونس.
كما استهدفت الدبابات الصهيونية بقذائفها منطقة قيزان رشوان جنوبي مدينة خان يونس، وبإطلاق نيران رشاشاتها بشكل مكثف شرق بلدة عبسان شرق المدينة.
وأفاد مراسلون، باستمرار الجيش الصهيوني في نسف مبان سكنية شمال مدينة رفح، بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف يستهدف المدينة.
أسوأ وضع إنساني
في ذات السياق، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إن قطاع غزة يشهد أسوأ وضع إنساني منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023.
وأشار بيان أوتشا، أمس، إلى أنّ الوضع الإنساني السيّئ في غزة، سببه الحصار الخانق الذي تفرضه سلطات الاحتلال منذ 2 مارس الماضي، حيث أغلقت المعابر بالكامل ومنعت دخول أي مساعدات إنسانية.
وذكر البيان، بأن المساعدات لم تدخل غزة منذ أكثر من شهر ونصف، وهي أطول فترة يُمنع فيها إدخال المساعدات منذ بدء الحرب، ووصف الوضع الحالي بأنه “ربما الأسوأ منذ اندلاع الحرب قبل 18 شهراً”.
ومنذ 2 مارس الماضي يمنع الجيش الصهيوني دخول الإمدادات الأساسية من غذاء وماء لقطاع غزة عقب إغلاقه للمعابر ما تسبب في كارثة إنسانية وتفاقم للمجاعة.
تفاقم أزمة نقص الأدوية
في الأثناء، يواجه مئات الجرحى والمرضى الذين اضطروا، قسراً، إلى مغادرة المستشفى المعمداني -بعد قصفه وخروجه عن الخدمة بالكامل- وضعا صحيا كارثيا في ظل الحصار والنقص الحاد في المساعدات وانعدام فرص علاجهم.
وقالت وزارة الصحة بغزة، أمس، إن أزمة نقص الأدوية تعيق عمل الطواقم الطبية لإتمام التدخلات الطارئة للجرحى، مشددة على أن مئات المرضى والجرحى لا تتوفر لهم أدوية وتزداد معاناتهم مع إغلاق المعابر.
وقالت الوزارة في بيان: “الخدمة الصحية في المستشفيات تُقدم وفق أرصدة محدودة من الأدوية والمهام الطبية”.
وأكدت أن “أزمة نقص الأدوية تُعيق عمل الطواقم الطبية لإتمام التدخلات الطارئة للجرحى، ومئات المرضى والجرحى لا تتوفر لهم أدوية وتزداد معاناتهم مع إغلاق المعابر”.
وأشارت الوزارة إلى أن”مرضى السرطان والفشل الكلوي والقلب الأكثر تأثرا بنقص الأدوية والمهام الطبية”.
وأوضحت وجود “أصناف أخرى من قائمة الأدوية مهددة بالنفاد، ما يعني تفاقم مستويات العجز عن 37٪ من الأدوية، و59٪ من المهام الطبية”.
وطالبت وزارة الصحة بغزة “المؤسسات الدولية بالضغط على الاحتلال الصهيوني لإدخال الإمدادات الطبية والمستشفيات الميدانية”.
وبدورها، حذرت منظمة الصحة العالمية من انتشار الأمراض المعدية والأوبئة في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وقالت مارغريت هاريس، المتحدثة باسم المنظمة، إنهم لا يحصلون غالبا على إذن لإدخال مساعدات طبية إلى غزة، مؤكدة أن هناك نقصا حادا بالإمدادات الطبية والأدوية في القطاع.
والاثنين، قالت مفوضة الاتحاد الأوروبي للاستعداد وإدارة الأزمات والمساواة حاجة لحبيب، في بيان عن الأوضاع في غزة والضفة الغربية، قبيل اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في لوكسمبورغ، إن منع الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة “تسبب في أزمة إنسانية، بينما تتكدس المساعدات خارجه ويتعفن الطعام”.
فيما حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، الجمعة، من اقتراب غزة من حالة “الجوع الشديد للغاية” جراء استمرار الحصار الصهيوني.
والسبت، قالت منسقة الأمم المتحدة الخاصة لعملية السلام في الشرق الأوسط، منسقة الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ، إن أكثر من 60 ألف طفل دون سن الخامسة في القطاع يعانون سوء التغذية.
ويحاصر الكيان الصهيوني غزة للعام 18، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع مرحلة المجاعة؛ جراء إغلاق المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.