طباعة هذه الصفحة

إغلاق المعابر يهدد حياة 60 ألف طفل فلسطيني

مجزرة مروّعة في الشجاعية والاحتلال يحوّل رفح إلى منطقة عازلة

 

ارتفع عدد الشهداء الذين قتلهم جيش الاحتلال الصهيوني، صباح أمس، إلى 36 فلسطينيا في قصف استهدف منازل وخيام نزوح بمناطق متفرقة من قطاع غزّة. وفي أحدث الغارات، قصف الاحتلال عددا من المنازل المتلاصقة في حي الشجاعية شرق مدينة غزّة ما أسفر عن استشهاد 29 فلسطينيا على الأقل، ونحو 50 إصابة.
أفاد مصدر طبي، أمس، بأن الجيش الصهيوني ارتكب مجزرة جديدة بقصف منزل لعائلة “أبو عمشة” في شارع بغداد بحي الشجاعية، أسفرت عن استشهاد وإصابة العشرات معظمهم نساء وأطفال، وأشار إلى أن عدد الشهداء مرشح للزيادة في ظل وجود حالات حرجة بين المصابين.
قال الناطق باسم الدفاع المدني بغزّة محمود بصل، أمس، إنّ عدد ضحايا القصف الصهيوني على الشجاعية قد يصل إلى 50 شهيدا، وأشار إلى أن الإصابات تتركز على الحروق وبتر الأطراف.
وأضاف أن الاحتلال تعمد إيقاع أكبر عدد ممكن من الشهداء في قصفه حي الشجاعية، كما أفاد مصدر طبي باستشهاد فلسطينيين اثنين، بينهما طفل، في قصف للاحتلال استهدف شقة سكنية لعائلة الحاج في مخيم النصيرات وسط القطاع، وأشار إلى أن فلسطينيا ارتقى متأثرا بجراح أصيب بها جراء قصف صهيوني سابق، وأضاف أن فلسطينيين آخرين، بينهما سيدة، استشهدا في قصف استهدف خيمتين تؤويان نازحين غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزّة.
وقال شهود عيان إنّ الجيش الصهيوني يواصل سياسة نسف المباني السكنية شمال غرب مدينة رفح جنوب القطاع، وقالت مصادر فلسطينية إن الاحتلال استهدف بالقصف المدفعي المناطق الشرقية لمدينة غزّة، وأضافت المصادر أن آليات الاحتلال تطلق النار بشكل مكثف على المناطق الشرقية.
توسيع العمليات البرية
من جهته، قال الجيش الصهيوني إن سلاح الجو شنّ هجمات على أكثر من 45 هدفا في قطاع غزّة، خلال الساعات 24 الماضية.
ونقلت صحيفة للاحتلال عن مصادر، أن الجيش الصهيوني يوسع عملياته البرية في قطاع غزّة.
وأضافت الصحيفة أن الفرقة 36 تعمل في رفح ومنطقة تل السلطان، وهي مناطق لم يعمل فيها الجيش سابقا.
أفادت وسائل إعلام صهيونية، نقلاً عن مصادر أمنية للاحتلال، بأن الجيش الصهيوني يستعد لتحويل منطقة رفح، التي تشكل خمس مساحة قطاع غزّة، جزءا من المنطقة العازلة، وأضافت بأن الجيش بدأ توسيع ممر موراج، حيث يدمر المباني على طوله.
للحصار تأثير مدمّر
وفي سياق آخر، قالت بلدية غزّة إن المدينة تعاني أزمة عطش بعد توقف خط مياه “ميكروت” لليوم السابع على التوالي، نتيجة الأضرار التي لحقت بالخط شرق حي الشجاعية، بسبب اعتداءات الاحتلال. وأكدت البلدية أن طواقمها بانتظار السماح لها بالوصول إلى موقع الضرر لاستكمال أعمال الصيانة.
وتجدر الإشارة إلى أن مياه شركة ميكروت تُشكّل نحو 70% من كميات المياه التي تُوزع على المواطنين والنازحين في مدينة غزّة. وطالبت بلدية غزّة الجهات الدولية والمؤسسات الإنسانية بضرورة التدخل العاجل والسماح لطواقمها بالوصول إلى موقع الضرر، لاستكمال أعمال الصيانة وضمان استئناف ضخ المياه في أسرع وقت ممكن.
وذكرت وزارة الصحة بغزّة أن انعدام مصادر التغذية السليمة ومياه الشرب في قطاع غزّة يضاعف التحديات الصحية.
أطفال يموتون جوعا
وأضافت الوزارة أن 60 ألف طفل في القطاع تهددهم مضاعفات صحية خطيرة بسبب معاناتهم من سوء التغذية، مؤكدة أن إغلاق معابر القطاع أمام الغذاء والدواء يفاقم سوء التغذية.
من جانب آخر، نشرت وكالات الأنباء صورا تظهر تكدس مئات من شاحنات المساعدات الإنسانية جنوب مدينة العريش المصرية بعد منعها من الوصول إلى مدينة غزّة..يأتي هذا في وقت تواصل فيه سلطات الاحتلال منع وصول أي مساعدات من الدخول للقطاع للأسبوع الخامس على التوالي، رغم كل المناشدات التي أطلقتها منظمات إنسانية دولية، وحذرت فيها من أن حياة مئات آلاف الأطفال الغزّيين مهددة بسبب الجوع وسوء التغذية.
وتسبب إغلاق المعابر في توقف الخدمات الصحية والعمليات الجراحية، خاصة مع ارتفاع أعداد المصابين جرّاء تصاعد وتيرة الهجمات الصهيونية. ويعيش القطاع الصحي أوضاعا متردية مما يرجح ارتفاع عدد الوفيات بين المرضى والمصابين الذين يفتقدون العلاج الضروري.
بدورها، دعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إلى وقف فوري للنار في قطاع غزّة.
وقالت في منشور على منصة إكس إنّ أكثر من خمسة أسابيع مرت منذ أن أوقف الحصار الصهيوني دخول المساعدات والإمدادات التجارية إلى غزّة، وإنّ الأطفال في شمال القطاع باتوا لا يبحثون عن ألعابهم أو أقلامهم، بل عن الماء والغذاء.