استشهد 19 فلسطينيا معظمهم أطفال وأصيب آخرون، أمس الأربعاء، بقصف صهيوني استهدف عيادة لوكالة “الأونروا” تؤوي نازحين بمخيّم جباليا شمالي قطاع غزّة، فيما بدأ جيش الاحتلال توغّلا بريّا واسعا في رفح بقصد السيطرة والضم والتهجير.
أفادت مصادر طبية، بأنّ عددا كبيرا من الفلسطينيّين استشهدوا صباح أمس، في مجزرة مروّعة ارتكبها الاحتلال بقصفه للعيادة التي لجأ إليها النازحون بعد تدمير منازلهم. وقال شهود عيان، إنّ “العيادة تضرّرت سابقا جرّاء القصف الصّهيوني على قطاع غزّة، إلّا أنّ عشرات الفلسطينيّين لجأوا إليها بعد تدمير منازلهم”. وأوضح الشهود أنّ القصف أدى إلى اندلاع حريق في العيادة، ما أدى إلى احتراق جثامين عدد من الضحايا.
آلة القتل لا تتوقّف
كما استشهد أمس، 50 فلسطينيا على الأقل وأصيب آخرون في قصف صهيوني استهدف مختلف مناطق قطاع غزّة.
وأفاد مصدر طبي بارتقاء 13 فلسطينيّا جراء قصف للاحتلال استهدف منزلا لعائلة عبد الباري وسط مدينة خان يونس. واستهدف الاحتلال عائلات بعينها بمدينة رفح، مثل عائلة أبو رزق بمنطقة ميراج، وعائلة أبو سنيمة، ووجّه نيران قصفه للعديد من خيام النزوح وهو الأمر الذي خلّف الكثير من الضحايا بينهم العديد من الأطفال. ووسط القطاع، ارتقى فلسطينيّان في قصف استهدف منزلا لعائلة نجم شرق مخيّم النصيرات. والأحد، توعّد رئيس الوزراء الصّهيوني بتصعيد الإبادة الجماعية بقطاع غّزة وتنفيذ مخطّط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيّين. ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزّة، قتلت غارات الاحتلال حتى ظهر أمس، 1100 فلسطينيّا وأصابت ثلاثة آلاف، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة بالقطاع.
توسيع العدوان على رفح
في الأثناء، بدأ الجيش الصّهيوني، أمس الأربعاء، توسيع نطاق عدوانه العسكري على رفح جنوب قطاع غزّة، بعدما جلب الفرقة القتالية 36 إلى المنطقة.
وقالت هيئة البث الرسمية الصّهيونية: “بدأت قوات جيش الاحتلال عملية بريّة في رفح في وقت مبكّر من صباح الأربعاء”. وأضافت: “هذا هو أول توغّل برّي كبير للجيش الصّهيوني، منذ انتهاء وقف إطلاق النار قبل أسبوعين”، في إشارة إلى استئنافه حرب الإبادة على قطاع غزّة في 18 مارس الماضي. وأشارت إلى أنه “بعد هجمات ليلية واسعة النطاق في جنوب قطاع غزّة، بدأ الجيش الصّهيوني بتوسيع عملياته البرية في رفح، وجلب الفرقة 36 إلى غزّة”.
هذا، ونقلت تقارير أممية نزوح نحو 140 ألف فلسطيني منذ استئناف حرب الإبادة على قطاع غزّة قبل 17 يوما، كما نقلت الأنباء أنّ عددا من السّكان يضطرون لتجاهل أوامر الإخلاء بسبب معاناة الانتقال لأماكن أخرى.
استهداف طواقم الدفاع المدني
قال الدفاع المدني في غزّة إنّ “قوات الاحتلال ارتكبت جريمة حرب باستهداف طواقمه وطواقم الهلال الأحمر الفلسطيني برفح جنوب قطاع غزّة”.
وأوضح الدفاع المدني - في مؤتمر صحفي - أنّ جيش الاحتلال أعدم 15 من طواقمه ومسعفي الهلال الأحمر الفلسطيني بدم بارد، مؤكّدا أنه وجد أحد أفراد طواقمه مقطوع الرأس. وأضاف أنّ مركبات الدفاع المدني والهلال الأحمر تدخّلت بشكل اعتيادي وكانت تحمل شارة الحماية المدنية، لكن جيش الاحتلال هاجمها وارتكب جريمة إبادة جماعية بقتل أفراد الطواقم بشكل متعمد. وأشار إلى أنّ إعدام الاحتلال لطواقمه في رفح، رفع عدد من اغتالهم من كوادر الدفاع المدني منذ بداية الحرب على غزّة إلى 110 شهداء. وطالب الدفاع المدني المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال لتطبيق القانون الدولي الإنساني وحماية عمال الإغاثة والفرق الإنسانية.