طباعة هذه الصفحة

الاحتلال يصعّد إبادته وتحذيرات من تفاقم الجوع

حصيلة شهداء قطاع غزّة تفوق الأرقـام المعلنـة بنحو 40 %

واصل الاحتلال الصهيوني، أمس، غاراته على مناطق عدة في غزة مخلّفا شهداء وجرحى، في حين قال مكتب أممي إنّ أزمة الجوع في جميع أنحاء القطاع تتفاقم، وسط نقص حاد في الإمدادات جراء الإبادة المستمرة لليوم
نفّذ الاحتلال الصهيوني أمس قصفاً مركزاً على مناطق الكرامة والصفطاوي ومنطقة المخابرات وجباليا النزلة شمال القطاع، فيما أطلقت آليات الاحتلال النار بكثافة باتجاه المناطق الشرقية من حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة ما أدى إلى ارتقاء العديد من الشهداء.
وفي غربي مدينة خان يونس بجنوب القطاع، استشهد فلسطيني وأصيب آخرون، كما أطلقت آليات الاحتلال النار في مواصي مدينة رفح. ومع تصاعد العدوان، طالبت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” بوقف إطلاق النار فوراً، مؤكدةً أن “المستشفيات في غزة أصبحت مصايد للموت”، وأن “الجوع يحصد حياة الناس”.
وأمس الأول الخميس، أفادت مصادر طبية باستشهاد 22 فلسطينيا في سلسلة غارات صهيونية استهدفت مناطق متفرقة في قطاع غزة، 13 شهيدا منهم في شمال القطاع.
وكانت وزارة الصحة في غزة حذرت مجددا من كارثة حقيقية تعصف بالمستشفيات ومحطات الأكسجين وثلاجات حفظ الأدوية وحضانات الأطفال في كافة المرافق الصحية المتبقية على رأس عملها في القطاع، وذلك بسبب نفاد الوقود.

طبيـب يتعـرّض للتّعذيــب

من جانب آخر، أفاد المحامي خالد زبارقة، أمس، بالإفراج عن رئيس قسم العظام بمستشفى ناصر في خان يونس الطبيب محمود أبو شحادة، وذلك بعد التوجه للمحكمة العليا الصهيونية.
وأوضح زبارقة أن الدكتور أبو شحادة تعرض للتعذيب والتحقيق القاسي المكثف منذ لحظة اعتقاله، مشيرا إلى أن أبو شحادة لا علاقة له بالأعمال العسكرية وكان هذا واضحا للاحتلال لكنه استمر باعتقاله.
كما نشرت منصات فلسطينية مشاهد للحظة وصول الطبيب أبو شحادة إلى المستشفى الأوروبي في خان يونس بعد إفراج الاحتلال عنه بعد 11 شهرا من الاعتقال.
وفي حين رصد مراسلون التطورات الميدانية بقطاع غزة والأوضاع الصعبة التي يعيشها الأهالي لا سيما في خيام النزوح، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، بأن أزمة الجوع في جميع أنحاء قطاع غزة تستمر في التفاقم، وسط نقص حاد في الإمدادات، وقيود الاحتلال المفروضة على وصول المساعدات.

مشهـد مجاعـة قاتم

 وقال المكتب في تقريره اليومي، إن الشركاء في المجال الإنساني استنفدوا في وسط غزة جميع الإمدادات في مستودعاتهم، في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال رفض معظم الطلبات لإدخال المساعدات الغذائية. وأشار إلى أن نحو 120 ألف طن متري من المساعدات الغذائية لا تزال عالقة خارج القطاع، وهو ما يكفي لتوفير الحصص الغذائية للسكان بالكامل لأكثر من 3 أشهر.
ويأتي ذلك ضمن تحذيرات أممية ودولية عدة من تفاقم الوضع الإنساني في غزة في ظل مشهد مجاعة قاتم، إلى جانب وقوع عاملي الإغاثة في مرمى نيران الاحتلال، وعرقلة دخول المساعدات.
وقد أظهرت نتائج تحليل لانعدام الأمن الغذائي الحاد في قطاع غزة أن سكان القطاع يواجهون خطرا حقيقيا بسبب تدني مستويات الأمن الغذائي ووصولها إلى معدلات كارثية تنذر بمجاعة في كل أنحائه.

أرقــام الشّهـداء أعلى بكثــير

في الأثناء، قالت مجلة “لانسيت” الطبية البريطانية، أمس الجمعة، إن حصيلة الشهداء في غزة خلال الأشهر التسعة الأولى من الحرب أعلى بنحو 40 بالمائة مقارنة بأرقام وزارة الصحة في القطاع الفلسطيني.
وحتى 30 جوان من العام الماضي، أفادت وزارة الصحة في القطاع الذي تسيطر عليه حماس، بأنّ حصيلة الحرب بلغت 37877 شهيدا. غير أنّ الدراسة الجديدة التي استندت إلى بيانات للوزارة، واستطلاع عبر الإنترنت وبيانات نعي على مواقع التواصل الاجتماعي خلصت إلى تقديرات تفيد بأنّ حصيلة الوفيات جراء إصابات الحرب في غزة تراوحت بين 55298 و78525 شهيدا في الفترة تلك.
وأفضل تقدير لحصيلة الشهداء في الدراسة هو 64260، ما يعني أنّها تزيد بنسبة 41 % عن الأرقام التي نشرتها وزارة الصحة عن تلك الفترة. وأشارت الدراسة إلى أنّ هذا الرقم يمثّل 2,9 بالمئة من سكّان غزة قبل الحرب “أو نحو واحد من كل 35 غزّي”.
وبحسب تقديرات مجموعة الباحثين بقيادة المملكة المتحدة فإنّ 59 بالمائة من الشهداء هم من النساء والأطفال والمسنّين.
هذا ولم تشمل الدراسة أعداد المفقودين، ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إنه يُعتقد أنّ نحو عشرة آلاف مفقود من الغزيين مدفونون تحت الركام.
من ناحية ثانية، واصلت قوات الاحتلال حملتها العسكرية في مناطق عدة بالضفة الغربية، نفّذت خلالها اعتداءات في الخليل، في حين أحرق مستوطنون ممتلكات فلسطينيين قرب رام الله.