يعتزم هورست كوهلر، مبعوث الأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، القيام بزيارات مكوكية جديدة، خلال فيفري الحالي، إلى كل من الجزائر والمغرب وموريتانيا، كما يرتقب أن يزور مخيمات اللاجئين الصحراويين، وذلك تحضيرا لجلسة “مباحثات جنيف” في جولتها الثانية، خلال شهر مارس المقبل.
وكانت الجولة الأولى من مباحثات جنيف، قد جرت في ديسمبر الماضي، وانتهت ببيان للأمم المتحدة، ورد فيه أن “اللقاء مر في جو من الانفتاح والالتزام والاحترام المتبادل، وأن طرفي النزاع، الاحتلال المغربي وجبهة البوليساريو، بحضور الجزائر ونواقشوط، اتفقوا على أن التعاون والتفاوض، هو أفضل سبيل لحل القضية الصحراوية.
وتبنّى مجلس الأمن الدولي، الخميس، بيانا أعرب فيه عن دعمه للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، للقيام بمهمته في تيسير التوصل إلى حل سياسي للنزاع حول الصحراء الغربية، وذلك في أعقاب إحاطة قدمها كوهلر لمجلس الأمن، في 29 جانفي الماضي، حول آخر تطورات العملية السياسية لحل القضية الصحراوية.
وحول مدى تمكّن المبعوث الأممي من حلحلة الوضع الجامد في ملف الصحراء الغربية، وإقناع الأطراف المعنية بضرورة التفاوض خلال جولته الجديدة المرتقبة، أفاد خبراء في الملف الصحراوي، بأن كوهلر “بات اليوم يتوفر على دعم وتأييد كبير من مجلس الأمن الدولي، لمتابعة تنفيذ رؤيته بشأن عقد مائدة مستديرة جديدة في جنيف، تسبقها جولة دبلوماسية لترتيب جدول أعمال أكثر تقدما من سابقه”.
ويرى هؤلاء الخبراء أن “كوهلر مازال يحافظ على تفاؤل كبير بشأن الوصول إلى إيجاد تسوية سياسية وسلمية للقضية الصحراوية، وهو تفاؤل يجعله مقتنعا أيما اقتناع بأن المائدة المستديرة يرجى منها خلق مزيد من أجواء الثقة للانطلاق في جولات حاسمة مقبلة”.
ولفت الخبراء إلى أن أولى الصعوبات وردت من تأكيد الاحتلال المغربي أنه لا يقبل إضاعة الوقت في موائد كوهلر المستديرة، ما لم تتأسس على مناقشة “الحكم الذاتي “.
وكان عمر هلال، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، قد صرح، قبل أيام قليلة للصحافة الدولية بأن المقترح أحادي الجانب الذي تقترحه المملكة، هو أقصى ما يمكن تقديمه لحل نزاع الصحراء الغربية “، وأنه “خارجه، فإن المغرب غير مستعد للتفاوض حول أي شيء”، وفق تعبيره.
وأمام هذا الشرط الذي يضعه الاحتلال المغربي تكمن صعوبة مهمة كوهلر الذي يصر على أن المفاوضات يجب أن تتواصل دون شروط مسبقة.
