رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بالتقدم المشجع الذي حققته بعثات حفظ السلام في القارة الأفريقية في السنوات الأخيرة، بما في ذلك إكمال ولايتي بعثتين لحفظ السلام بنجاح في كوت ديفوار وليبيريا وإغلاقهما.
جاء هذا في اجتماع لمجلس الأمن الدولي أمس الأول، حول عمليات حفظ السلام في أفريقيا، سلط فيه الأمين العام الضوء على «التعاون الوثيق بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لدعم العمليات السياسية والحوارات الوطنية وجهود الوساطة الإقليمية، وتخفيف التوترات وتمهيد الطريق لاتفاقات السلام والانتخابات».
ومن هذا المنطلق، أكد غوتيريس أن حفظ السلام في أفريقيا لا يزال يمثل بعض أكبر التحديات.
أفريقيا.. إسهامات كبيرة
وقال غوتيريس، أن بعثات الأمم المتحدة تضطلع بعمليات معقدة ذات ولايات متعددة الأبعاد في بيئات بالغة الخطورة مؤكد أن الشراكة مع الاتحاد الأفريقي والدول الأعضاء الأفريقية أمر حيوي «لجهودنا الجماعية من أجل السلام، ويجب أن نواصل العمل على تعزيزها.»
وتستضيف القارة الإفريقية نصف بعثات الأمم المتحدة الأربعة عشر لحفظ السلام وأكثر من 80 بالمائة من قوات حفظ السلام الأممية.
مبادرات وإصلاحات
ورحب الأمين العام بالتأييد الأفريقي لمبادرة «العمل من أجل السلام»، التي تهدف إلى إعادة تركيز عمليات حفظ السلام على الولايات الأكثر واقعية، وجعل بعثات الأمم المتحدة أقوى وأكثر أمانا، وحشد دعم جماعي أكبر للحلول السياسية وللقوات المجهزة جيدا والمدربة تدريبا جيدا.
وكانت أكثر من 150 حكومة قد وقعت إعلان الالتزامات المشتركة لدعم المبادرة، من بينها 42 دولة أفريقية.
وقال غوتيريش إن «الشراكات بين البلدان المساهمة بقوات مع المنظمات الإقليمية، لا سيما الاتحاد الإفريقي حاسمة لنجاح المبادرة، التي تظهر بالفعل نتائج».
وفي الوقت نفسه، ستؤدي الإصلاحات في هيكل الأمم المتحدة للسلم والأمن إلى تحسين الأداء، كما أعلن الأمين العام.
وأشار المتحدث إلى أن حفظ السلم والأمن في القارة الأفريقية أمر مكلف، لا سيما في ضوء تنامي التحديات، داعيا المجتمع الدولي إلى تقديم «دعم يمكن التنبؤ به».
وأضاف الأمين العام أن التحديات الأمنية في أي من القارات تشكل خطرا على العالم بأسره، وأكد أن العوامل التي تدفع الصراعات في أفريقيا، مثل الفقر وبطالة الشباب وتغير المناخ والتنافس على الموارد والجريمة العابرة للحدود، تهدد الأمن العالمي.