قالت صحيفة «إلباييس» الإسبانية إن البطالة والقمع هما السببان الرئيسيان اللذان يدفعان الشباب المغاربة نحو الهجرة.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها حول الموضوع، إنه تم التعرف على أكثر من 6000 مهاجر غير شرعي من المغرب هذا العام على السواحل الإسبانية ، اللذين تدفعهم البطالة والقمع إلى مغادرة بلدهم.
وأشارت الصحيفة أنه في الأسبوع الماضي ، انتشرت عدة فيديوهات جديدة على شبكات التواصل الاجتماعي لشباب كانوا يستقلون زورقا مطاطيا على سواحل طنجة بغية الوصول إلى إسبانيا.
وأظهرت فيديوهات أخرى العشرات من الشباب المغاربة يمتطون زورق مطاطي بملابس السباحة على شاطئ طريفة ويرددون هتافات لفرق كرة القدم.
وتذكر هذه المشاهد حسب الصحيفة بالأحداث التي حصلت في عامي 2001 و 2002، عندما اصطف المغاربة للمقامرة بحياتهم في سواحل بلدهم الشمالية وتوفي الكثيرون في المحاولة.
ونقلت الصحيفة تصريح مصطفى الخلفي الناطق الرسمي باسم الحكومة الذي قال فيه أن أعداد الشباب المغاربة الذين حاولوا الهجرة تراجعت مقارنة مع العام الماضي.
في حين أظهرت أرقام وكالة مراقبة الحدود الأوروبية ، أن عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى سواحل إسبانيا عام 2017 من شمال إفريقيا بلغ 22 ألف و 900مهاجر غير شرعي، من بينهم كثير من المغاربة.
ويشير أحدث تقرير صادر عن الحكومة الإسبانية ، والذي تم نشره في 15 من الشهر الماضي ، إلى أن 33 ألف و115 مهاجرًا غير شرعي وصلوا إلى السواحل الإسبانية حتى الآن، وأبرزت مصادر من وزارة الداخلية ل «إلباييس» أنه من بين هؤلاء 6433 من المغاربة.
وأبرزت الصحيفة أنه في أحد مقاطع الفيديو التي تسببت في إثارة ضجة ، ظهر 3 نشطاء من حراك الريف على متن قارب صغير وسط البحر ، وهم يرددون شعارات «الموت بكرامة ولا العيش بمذلة» .
وبحسب الصحيفة ، فقد ظهرت على شبكة الإنترنت في نهاية اوت الماضي ، صفحة على فيسبوك تطلب من الراغبين في الهجرة 7000 درهم (635 يورو) لعبور مضيق جبل طارق.
وقالت الصحيفة إن المغرب وإسبانيا وقعا على اتفاقية ترحيل المهاجرين في عام 1992 ، ودخلت حيز التنفيذ في عام 2012، ولا يعلم لحد الساعة هل ستبدأ إسبانيا بترحيل المهاجرين المغاربة اللذين وصلوا إلى أراضيها.
وأوضحت «إلباييس» أن هناك عدة أسباب وراء موجة هجرة الشباب المغاربة ومنها البطالة، فقد خصص الملك محمد السادس معظم خطابه الأخير لمشكلة بطالة الشباب قائلا: «ليس من المعقول أن يكون واحد من بين أربعة شبان عاطلين عن العمل ، على الرغم من مستوى التطور الاقتصادي الذي يعرفه المغرب».
وفي اليوم نفسه ، أصدر القصر الملكي بيانا أعلن فيه عن عودة الخدمة العسكرية الإجبارية ، الموقوفة منذ عام 2006 ، على جميع الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و 25 سنة.
وتمت المصادقة عليه من قبل الحكومة، ثم بعد ذلك وكإجراء شكلي أحيل على البرلمان من أجل المصادقة عليه.
وأكدت الصحيفة أن مبادرة القصر لم تحظ بحماس من قبل الشباب المغربي، فغالبيتهم متذمر من معدلات البطالة المرتفعة وارتفاع أسعار الغذاء والوقود ، وتدني الأجور.
وختمت الصحيفة تقرريها بتصريح لعضو في أحد الجمعيات الحقوقية بالريف قال فيه «إن السبب الرئيسي في ارتفاع معدلات الهجرة بالمنطقة، هو قمع الاحتجاجات في الحسيمة ونواحيها.
وأضاف نفس المتحدث الذي رفض الكشف عن هويته، أن العديد من الشباب الذي هاجر من الريف ، محبطون وتبخرت آمالهم في العيش الكريم ، هذا إضافة إلى القمع الذي تعرضت له الاحتجاجات بالمنطقة، والذي أعطى رسالة واضحة جدا لبقية مناطق البلاد، فإذا تم وضع فتى في 14من عمره في السجن بسبب خروجه للاحتجاج ، لماذا نستغرب من هجرة الشباب للبلاد».