قال مدير المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بسكيكدة، محمد جابة، إن “تحدي القراءة الصيفي 2025 يشهد في شهره الثاني ديناميكية متصاعدة ونتائج مشجعة، تؤكد نجاح البرنامج في ترسيخ عادة المطالعة لدى الأطفال والناشئة”، مشيرًا إلى أن إجمالي الكتب المعارة، خلال شهر جويلية فقط، تجاوز 680 كتابا، ما بين إعارات داخلية وخارجية، موزعة بين المكتبة الرئيسية ومكتبات كل من أم الطوب وأولاد عطية.
مسابقة تحدي القراءة الصيفي، انطلقت يوم 10 جوان الماضي، بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية “نور الدين صحراوي” تحت شعار “خلال عطلتك الصيفية، اجعل كتابك جليسك”، حيث تنظم أسبوعيا ضمن نادي الطفل، في إطار ترسيخ ثقافة القراءة لدى الأجيال الصاعدة، وذلك خلال الفترة الممتدة من جوان إلى بداية سبتمبر المقبل.
وأوضح المتحدث أن معدل المطالعة اليومية للمشاركين تراوح بين ساعة إلى ثلاث ساعات، داخل فضاء خاص بالمطالعة في المكتبة، وأن القصص بأنواعها الخيالية، الدينية، والهادفة، كانت الأكثر طلبًا، مما يعكس تنوع الميولات القرائية لدى الأطفال.
وأشار جابة إلى أن المسابقة تعتمد على رصيد وثائقي ثري، يضم أكثر من 11 ألف عنوان، من بينها كتب بطريقة “برايل” وأخرى باللغتين الفرنسية والإنجليزية، وتُشرف على العملية لجنة قرائية تضم مؤطرين، أمناء محفوظات، معلمين ومستشارين ثقافيين.
والمسابقة موجهة للأطفال والناشئة من سن 7 إلى 18 سنة، وتشترط انخراط المشاركين في المكتبة، وتشمل المنافسة قراءة كتب مختارة وتقديم ملخصات يدوية أو عبر فيديوهات قصيرة، مع تنظيم تقييمات شهرية ونهائية، إلى جانب نشاطات ثقافية تحفيزية مرافقة.
وأضاف جابة أن عدد المشاركين ارتفع إلى 75 مشاركا، بينهم 45 من الطور الابتدائي و30 من المتوسط، “وهو ما يعكس توسعا واضحا في التفاعل مع المبادرة، خاصة بعد انتهاء الامتحانات الرسمية”، وفق تعبيره.
وأوضح أن العناوين المقروءة تنوعت بين القصص الخيالية والدينية والتاريخية، إلى جانب الروايات، مما يدل على “تنوع ميولات الأطفال وثراء الرصيد المتوفر بالمكتبات”، مؤكدا أن أجواء القراءة اليومية تمتد من الساعة 9 صباحا إلى 12 ظهرا، ومن 14:00 إلى 16:00 مساءً، ضمن بيئة محفّزة يشرف عليها مؤطرون ومربّون متخصصون.
وفيما يتعلق بالتقييم، أكد مدير المكتبة أن الأطفال يوجهون يوميا لإعداد تلخيصات لقراءاتهم، تقيَم بشكل دوري من طرف لجنة مختصة تضم أساتذة ومستشارين ثقافيين، ترافقهم عبر ورشات أسبوعية، وتقيّم مدى تطور مهاراتهم في التلخيص والتحليل والفهم القرائي.
كما أثنى محمد جابة على “الروح التنافسية العالية بين الأطفال، والدور المحوري للأولياء في التشجيع”، إلى جانب “الإقبال المتزايد على ورشات القراءة والمطالعة الحرة ضمن نادي الطفل، التي أسهمت في جذب مشاركين جدد”.
وبحسب اللجنة القرائية، فقد تم تسجيل تطورات إيجابية في أداء الأطفال، من بينها القدرة على تحديد الفكرة الرئيسة، إدماج الرأي الشخصي، وتحسين أسلوب الكتابة، بالإضافة إلى تقديم بعض التلخيصات على شكل فيديوهات، ما أعطى بعدا تفاعليا إضافيا للمسابقة.
وأكد جابة أن إدارة المكتبة عملت على تسهيل استعارة الكتب بنظام مرن، يراعي ظروف الأطفال في المناطق البعيدة، حيث تُشرف المكتبات البلدية على استلام الأعمال وضمان إيصالها للجنة التقييم، كما تم تسخير المكتبة المتنقلة لدعم المشاركين في المناطق النائية.
وشدد مدير المكتبة محمد جابة على أن الاستعدادات جارية لتنظيم المرحلة النهائية من المسابقة مطلع سبتمبر، والتي ستتوج بحفل تكريمي للفائزين والبارزين، مضيفا: “نطمح أن تكون هذه المسابقة بداية لعلاقة دائمة بين الطفل والكتاب، وليس فقط نشاطًا صيفيًا عابرًا”.