طباعة هذه الصفحة

الأديب يوسف لعساكر

الدكتور محمد صالح ناصر في الخالدين

في يوم المجاهد، رحل الدكتور محمد صالح ناصر، شاعر وناقد وأديب من طراز فريد، خلّف مؤلفات وأبحاثاً أضاءت أروقة الفكر في جامعة الجزائر وخارجها، وامتدت إلى أثير الإذاعات حيث روى بالعربية والمزابية قصص الشخصيات الوطنية منذ عام 2003..كانت كلماته نافذة على وجداننا وهويتنا، وصوتاً يذكرنا بجذورنا وقيمنا، بصبره وعلمه، وبنوره الذي يضيء دروب من حوله.
كنت محظوظاً بأن زرته أكثر من مرة في بيته بالعاصمة، بالأبيار (سكالة)، وهناك جلست إلى صديقي وشيخي في الأدب، ونهلت من روحه وسموه ما يملأ القلب شعراً ومعرفة..ولقد كان لي شرف ترجمة بعض نصوصه إلى المزابية، فاستحسنها، ومن بين ما ترجمت قصيدة “فلوجة الشهداء”، وانبهرت حين اكتشفت أنه ألّف عدداً من القصائد بالمزابية، إلى جانب العديد من الدواوين بالعربية، في امتداد رحيب لموهبته التي تجاوزت لغة واحدة، وامتدت إلى روح المكان ولسانه الأم.
لم يكن مجرد أستاذ أو باحث؛ كان مرشداً للروح، نافذة على الجمال، وموجة نهر هادئ يمر عبر أجيالنا، يترك أثره في الكلمات والوجدان..كل لقاء معه كان درساً في الأدب، وكل حديث عن وطنه أو شخصياته الوطنية كان مرآة للوفاء والاعتزاز.
رحمك الله شيخنا وأديبنا محمد ناصر، وأسكنك فسيح جنانه، وجعل صبرنا وصبر أهلك الكرام جبرًا لنا على فراقك، وذكرى خالدة في قلوبنا لا تنطفئ.