ترامب يتحدّث عن قرب التوصّل لاتفاق.. وخطة أممية لإيصال المساعدات
كثفت قوات الاحتلال الصهيوني أمس السبت، من المجازر الوحشية في قطاع غزة، على وقع مجاعة غير مسبوقة، تحاصر الغزاويين الذين أصبح معظمهم نازحا. واستشهد في الساعات القليلة الماضية نحو 50 فلسطينيا على الأقل وأصيب عدد آخرا، في سلسلة هجمات أوقعت عدة مجازر، ضمن الإبادة المستمرة منذ 20 شهرا. ووفقاً للأمم المتحدة، تسببت سياسة التجويع للاحتلال الصهيوني في تهجير نحو 900 ألف شخص؛ أي ما يقارب نصف سكان غزة منذ مطلع مارس الماضي، بدفعهم إلى “زوايا ضيقة تشكّل 20% فقط من مساحة القطاع، حيث لا مياه نظيفة، ولا طعام يكفي، ولا حتى مستشفيات آمنة”.
وقالت مصادر طبية، إن قصف الاحتلال الصهيوني استهدف منازل ومركبات وخيام نازحين، فضلاً عن تجمعات مدنيين توجهوا لاستلام مساعدات إنسانية، في مناطق متفرقة من قطاع غزة. وفي خضم تصاعد حرب الإبادة على غزة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرب التوصل إلى اتفاق بشأن غزة، وفي الوقت ذاته أعلنت حركة المقاومة الإسلامية أنها تجري مشاورات مع القوى والفصائل الفلسطينية حول مقترح وقف إطلاق النار الذي تسلمته من المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
ويأتي ذلك في وقت أعلن فيه وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية عن خطة أممية لإيصال مساعدات إنسانية إلى غزة على نطاق واسع، وقال إن “الظروف صعبة لكننا نعرف كيف ننفّذ الخطة، والعالم يطالب بذلك”.
فيما أفادت مصادر طبية فلسطينية، بأنّ ثلاثة فلسطينيين استشهدوا بنيران قوات الاحتلال الصهيوني لدى محاولتهم التوجه إلى نقطة توزيع المساعدات الأمريكية قرب دوار العلم غرب مدينة رفح جنوبي القطاع. وبشكل شبه يومي منذ الثلاثاء الماضي، يتم تسجيل وقوع شهداء برصاص الكيان الصهيوني المحتل في صفوف الفلسطينيين الجائعين الذين يتوجهون لاستلام مساعدات الأمريكية من نقاط التوزيع التي تشرف عليها “مؤسسة غزة الإنسانية” المستحدثة المدعومة من الاحتلال لصهيوني وواشنطن.
وأفاد مصدر في مستشفى ناصر بخان يونس بانتشال جثامين 5 شهداء إثر قصف الكيان الصهيوني المحتل على بلدة عبسان شرقي المدينة. وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة استشهاد 14 فلسطينيا في غارات الكيان الصهيوني المحتل على مناطق عدة في قطاع غزة منذ فجر أمس السبت.
وبحسب مجمع الشفاء الطبي، فإن الاحتلال دمر كل شيء، وأصبح مجمع الشفاء يعمل بـ20% من طاقته بسبب تدمير منظومة الصحة في القطاع. ولم يخف المجمع أنهم أمام وضع مأساوي وكل يوم يتوفى مرضى كلى بسبب عدم القدرة على معالجتهم. في وقت تحاول المنظمات الدولية جاهدة تقديم المساعدة لكن الاحتلال يمنع دخول هذه المساعدات. بينما في الضفة الغربية، صعّد المستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وهاجموا ممتلكات وأراضي في مناطق عدة في الخليل ورام الله والأغوار. وأصبحت بلدية خزاعة منطقة منكوبة بالكامل نتيجة الاستهداف المباشر الذي طال مختلف مكونات الحياة فيها. وحجم الدمار في البلدة يفوق كل التقديرات بعد أن جعلها الاحتلال خارج نطاق الخدمة بشكل كامل.
كارثــة إنسانيـة لن تُمحـى بعــد عقـود
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، أن أزيد من 50 ألف طفل فلسطيني استشهدوا أو أصيبوا منذ أكتوبر 2023، بحسب ما نقلته مصادر إعلامية. وفي وقت لاحق، كشف كاظم أبو خلف، المتحدث باسم منظمة “اليونيسيف”، عن أرقام صادمة تتعلق بوضع الرعاية الصحية في قطاع غزة، مؤكدا أن أزيد من 10500 جريح فلسطيني يحتاجون إلى الخروج من القطاع لتلقي العلاج العاجل في الخارج.
وقال بالمناسبة إن “معدل إخراج الحالات لا يزيد على حالتين فقط يوميا، وإذا استمر الحال على هذا المنوال، فإننا بحاجة إلى أكثر من 13 عاما لإتمام خروج جميع المصابين للعلاج”. وأضاف أبو خلف من جانب آخر أن المنظومة الصحية في غزة تعرضت لانهيار شبه كامل جراء القصف المتواصل والحصار، موضحا أن عدد المستشفيات التي كانت تعمل قبل العدوان الصهيوني بلغ 36 مستشفى، إلا أن هذا الرقم انخفض إلى نحو 18 مستشفى فقط ومعظمها يعمل بقدرة تشغيلية جزئية لا تتجاوز 50 بالمائة من طاقته.
وأشار أبو خلف - في ذات السياق - إلى أن الكوادر الطبية في غزة تعمل تحت ضغط شديد، مع نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية إلى جانب انقطاع الكهرباء وشح الوقود اللازم لتشغيل الأجهزة الحيوية، مؤكدا أن الوضع لا يمكن إصلاحه بالمساعدات فقط، وإنما يتطلب خطة شاملة لإعادة بناء الاقتصاد وتشغيل المعابر بشكل مستقر يسمح بدخول البضائع والوقود والمستلزمات الطبية.
وشدّد، من جهة أخرى، على أن الأمم المتحدة لا تطالب بالمستحيل، بل تطلب فقط تطبيق القانون الدولي الذي يكفل للمدنيين الحق في العلاج والحياة والتنقل، مختتما بقوله: “إذا تركت غزة في هذا الوضع، فإننا نواجه كارثة إنسانية لن تمحى آثارها لعقود”.
منظمة الصحة: الأطفال يموتون جوع.
بدورها، أكّدت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط، حنان بلخي، أنّ أطفال غزة يموتون جراء المجاعة التي وصلت إلى مستويات مرتفعة للغاية، وذلك إثر حصار الاحتلال الصهيوني الخانق، ما أدّى انعدام الغذاء والدواء. وخلال لقاء إعلامي لها، تابعت بلخي: بأنّ: “البنية التحتية الحيوية للصحة دمرت بالكامل في القطاع” فيما أشارت إلى أن الاحتلال الصهيوني يعتمد على التجويع بغية العمل على التهجير القسري. وأضافت بلخي،”يعيش الناس في بيئة صحية صعبة للغاية، النظافة أساس الصحة، وهي غائبة في غزة”.
«كما تعاني أنظمة الرعاية الصحية من انهيار، إذ لا يقدم سوى عدد قليل من المستشفيات خدمات جزئية أو محدودة، هناك نقص حقيقي في الموارد” وفقا لبلخي، مردفة: “41 أو 42 بالمائة من الأدوية الأساسية نفدت تماما، و41 أو 42 في المائة من اللقاحات الرئيسية نفدت أيضا، ونحو 64 في المائة من المعدات الطبية نفدت تماما”. ومضت بالقول إنّه: “بشكل عام بلغ الجوع والمجاعة في غزة مستويات مرتفعة للغاية، الناس في أمسّ الحاجة إلى الغذاء والتغذية الأساسية، الأطفال يموتون أيضا (بسبب الجوع)”.