طباعة هذه الصفحة

إحياء ذكرى النكبة السابعة والسبعين بالعاصمة

فلسطين..قصيدة على بحر.. المـآسـي..

أمينة جابالله

نظمت المكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية لولاية الجزائر، أول أمس الخميس، بالتنسيق مع الجمعية الوطنية الثقافية “حركة الشعر الجزائرية”، و«حركة الشعر العالمية “ندوة أدبية لإحياء للذكرى السابعة والسبعين للنكبة الفلسطينية 15 ماي 1948، وذلك تحت شعار “فلسطين في الشعر العربي والعالمي”.

تناول المشاركون في هذه الندوة الأدبية مداخلات حول النكبة، مع التطرق لأدبيات الصمود الفلسطيني وصداه العالمي في الحركة الشعرية، تذكيرا بالمدى التاريخي للنضال والصراع القائم. كما تضمن الحدث قراءات شعرية تعبر عن المقاومة الملحمية التي صنعها ويصنعها الشعب الفلسطيني الأبي.
وفي السياق، قدم الدكتور عاشور فني مداخلة تحت عنوان “فلسطين في حركة الشعر العالمية” تطرق فيها إلى الأنشطة المتعلقة بالوقفات التضامنية والإنسانية مع الشعب الفلسطيني، كما شرح ميكانيزمات الحركة الشعرية العالمية في طرح القضايا العادلة، وذلك بالاعتماد على وثائق عمل تم من خلالها إصدار بيانات حول الوضع الراهن في فلسطين، مشيرا إلى ما ينتهجه على الصعيد الشخصي من خلال تجربة الجزائر في الدفاع عن القضايا العادلة.
المقاومة الغزاوية في الشعر العالمي
ومن جانبه أكد الشاعر الفلسطيني حسين أبو النجا، من خلال مداخلته الموسومة بـ«المقاومة الغزية في الشعر العالمي” أنه ركز في ورقته على ما تحمله قصائد الشعراء من محتوى وقضايا وإشكالات، مبرزا ما جمعه من شعر عن غزّة باللغة الفرنسية والإنجليزية، والتي اعتبرها فصلا من فصول المقاومة الغزية.
وقال أبو النجا بأنه حرص في هذه المداخلة على تسليط الضوء على القصائد الشعرية التي تتحدث عن غزّة تحت القصف لا بعيدا عن ميدان القصف، مستعرضا عناوين لقصائد كتبها شعراء من فرنسا وظفوا معاناة فلسطين في أعمالهم الإبداعية، من بينها قصيدة “العيش في باريس والموت في غزّة” لـ«فيليب ترانسلان”، التي وضع فيها مقارنة بين الحياة والموت بكل حذافيرها، من خلال تماثلات واقعية تؤكد تماما بأن الموت في غزّة يسرق الحياة في باريس.
وتحدث أيضا أبو النجا عن صوت الضمير الحي، وذلك من خلال الشاعر الفرنسي “فرانيسس كومب” الذي تحدث في قصيدته عن المجازر مركزا على إبادة الأطفال بصفة خاصة.
وفي ذات الجانب، لم يختلف الشعر الإنجليزي عن غيره من الأشعار، كما جاء في مداخلة أبو النجا، مقدما مثالا عن الشعراء الذين كتبوا باللغة الانجليزية، أبرزهم الشاعرة البنغالية “مميتة علم” وهي شاعرة هندية لديها ثلاثة دواوين كلها حول غزّة، حيث تجندت للدفاع عن القمع الذي تواجهه النساء في فلسطين على يدي الكيان الصهيوني المحتل، مستجيبة لصوت الحق، قائلا إن من بين عناوينها التي لن تندثر من الذاكرة “أطفال غزّة” ،«لا أحد يجيب”، “إشعار بالإخلاء”، إلى جانب قصيدة “نعم يا رفعت” التي كتبتها إلى الشاعر الفلسطيني رفعت عرايرة، الذي يعتبر أحد أعلام الشعر الفلسطيني.
غزّة في الشعر الجزائري..
ومن جانبه، أوضح الشاعر نور الدين باكرية في مداخلته التي حملت عنوان “غزّة في الشعر الجزائري..قراءة في ديوان لغزّة والياسمين، لحميد بوحبيب”، أن ما يستعرضه يعتبر محاورة أكثر منها مداخلة، قائلا “هذا العمل الصادر عن دار ميم والذي جاء في123 صفحة لحميد بوحبيب هو في الحقيقة قراءة عاجلة في مجموعته الشعرية، مشيرا إلى أن قصيدة “السلام” من بين العناوين الملهمة والتي تعتبر أرشيفا شعبيا عن الحياة، وفي نفس الوقت انتصار للشظايا اليومية، إذ ينقل الشاعر البطولة إلى موقع الفقد”.
وجاء على لسان باكرية في ختام محاورته “هكذا يفكر الشعر عندما يصبح أعمق من السياسة، وأن ما تناوله بوحبيب في قصيدة السلام، هي وثيقة ثقافية، وشهادة جنين لم يولد ويصرخ في رحم الأمة العربية..حيث نقف في متونها على جنازة عظيمة أمام الضمير العربي”.
للإشارة، عرف اللقاء، إلقاءات شعرية للأساتذة عبد المالك قرين، فوزية لرادي، عثمان بن مدور، فريد شطاح، مواضيعها حول غزة والوجع العربي، تمازجت فيها اللغة العربية والأمازيغية والفرنسية لتنصف القضية العادلة، لتترك صداها على جبين التاريخ وفي الضمائر الحية.