نظم مركز الفنون والثقافة بقصر رؤساء البحر - حصن 23 ـ بالتنسيق مع دار النشر “البيازين”، في إطار فعاليات شهر التراث جلسة أدبية مع الكاتبة سلمى شرقي لتقديم كتابها «الرايس حميدو، فارس البحار” في نسخته باللغة الفرنسية.
نظمت الجلسة ضمن سلسلة اللقاءات الثقافية المنتظمة التي يحرص المركز على برمجتها مع مختلف الفاعلين في عالم الأدب والنشر على مستوى الوطن، وقد شهد الحدث الذي كان فرصة لإحياء ذاكرة الرايس حميدو وفضاءً مفتوحًا للحوار والتأمل في تاريخ الجزائر البحري، حضورًا نوعيًا لرجال الأدب والتاريخ البحري، حيث وبعد تقديم الكتاب، تم فتح باب النقاش، وحظي الجمهور بفرصة اقتناء الكتاب مرفوقًا بتوقيع الكاتبة.
فتحت الشابة سلمى شرقي من خلال كتابها “الرايس حميدو، فارس البحار” دفاتر التاريخ لتستعرض بأسلوب أدبي مشوق، حكاية أحد أبرز أعلام البحرية الجزائرية، القائد الذي وُلد سنة 1770 وذاع صيته في بدايات القرن التاسع عشر كأحد آخر رموز القوة البحرية الجزائرية، قبل أن يلقى مصيره المأساوي سنة 1815.
المؤلفة، وعبر 226 صفحة موزعة على خمسة عشر (15) فصلاً، أبحرت بالقراء بين شجاعة الرايس وحنكته العسكرية، وصولاً إلى جانبه الإنساني وحكايته التي تقف شاهداً على مرحلة من تاريخ الجزائر البحري.
وفي ذات السياق، توقفت الكاتبة مليا عند مرحلة صبا الرايس حميدو بن علي الخياط، واستعرضت كيف كان مولعا هذا الأخير بالبحر، حيث التحق بالبحرية الجزائرية وعمره لم يتجاوز 13 سنة، وتدرّج في مختلف الرتب إلى أن وصل إلى رتبة “أمير للبحر”، حيث كان تسيّده على إمارة البحرية الجزائرية يتزامن مع قيام الثورة الفرنسية ومجيء نابليون للحكم.
المناسبة كانت أكثر من مجرد عرض لكتاب، بل جسدت لحظة تواصل حي مع التاريخ من قلب حصن 23، حيث تحوّل المكان إلى مرسى لذاكرة جماعية تستدعي التمعن في محطات خالدة من مسيرة واحد من رجالات الجزائر الذين جعلوا من حب الوطن نبراسا والذين لن يأفل نجمهم بمرور الزمن.