طباعة هذه الصفحة

في ملتقى “التراث الثقافي في عصر الذكاء الاصطناعي” .. وزير الثـقافة:

التحـوّل الرقمي.. وسيلـة لتحــقــيـق دمــقــرطـة الــثــقافـة

 الجزائر المـنتصرة تـولي أهمية بـــالـغـة  لحـمـايـــة الـــتراث الــثـقـافي

 الـذكـاء الاصـطـناعـي لـيـس خـيـارا.. بـل ضـرورة مُـــلـحـة

أشرف وزير الثقافة والفنون، زهير بللو، السبت، بالجزائر العاصمة، على انطلاق أشغال الملتقى الدولي الموسوم بـ«التراث الثقافي في عصر الذكاء الاصطناعي، التراث الثقافي بين الحفظ والابتكار”، وذلك في إطار الافتتاح الرسمي لشهر التراث (18 أفريل- 18 ماي)، بمشاركة باحثين وخبراء من الجزائر وخارجها متخصصين في الذكاء الاصطناعي والتراث الثقافي.
وأشار الوزير في كلمته الافتتاحية لهذا الملتقى المنظم بالمدرسة العليا للذكاء الاصطناعي بسيدي عبد الله، وبحضور ممثلي مختلف القطاعات الوزارية والمؤسسات والمعاهد المتخصصة، أن “الجزائر وتحت القيادة الرشيدة لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، تولي أهمية بالغة لحماية التراث الثقافي انطلاقا من المادة 76 من دستور البلاد التي تنص على أن الدولة تحمي التراث الثقافي الوطني المادي وغير المادي وتعمل على الحفاظ عليه”.
وأردف الوزير بأن “عالم اليوم يعيش في ظل التحولات التكنولوجية، حيث لم يعد الذكاء الاصطناعي خيارا بل ضرورة ملحة”، مشيرا في هذا السياق إلى “الأشواط الهامة” التي قطعتها الجزائر في ميدان الرقمنة، حيث بلغت - كما قال - “مستويات متقدمة” من حيث تعميم الخدمات الرقمية وبناء قواعد بيانات آمنة.
وأضاف أن قطاع الثقافة بادر إلى “إدراج 12 مشروعا ضمن المخطط الوطني للرقمنة من بينها ما تم إنجازه وأخرى قيد الإنجاز”، معتبرا التحول الرقمي “وسيلة لتحقيق هدف سامي وهو دمقرطة الثقافة، وضمان وصولها إلى كل فئات المجتمع”.
وأكد أنه “انطلاقا من التوجيهات السامية للسيد رئيس الجمهورية فإن وزارة الثقافة والفنون، وعلى غرار كل القطاعات الوزارية الأخرى معنية بالانخراط في الاستراتيجية الوطنية لاستعمال الذكاء الاصطناعي وفق مخطط يرتكز على عدد من المحاور الرئيسية، منها دعم البحث العلمي في مجال الذكاء الاصطناعي وتشجيع إنشاء ومرافقة المؤسسات الناشئة وإشراك الجامعات ومؤسسات البحث والمجتمع المدني”.
وبدوره أكد وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة في كلمة ألقاها نيابة عنه السيد قحام مهدي، على أهمية تسخير الذكاء الاصطناعي في صيانة الذاكرة الثقافية وضمان انتقالها للأجيال القادمة بأساليب تواكب التحولات الرقمية، كما جدّد التزام القطاع بمرافقة المشاريع الناشئة ذات البعد الثقافي، وتوفير بيئة محفّزة للابتكار.
للإشارة، شهد الملتقى الدولي، المنظم بالتعاون مع المدرسة العليا للذكاء الاصطناعي، تقديم مجموعة من المداخلات حول عدة محاور تخص الحفاظ على التراث الثقافي باستخدام الذكاء الاصطناعي، وتوزّعت أشغاله على ثلاث جلسات علمية متكاملة، شكلت منبرا نوعيا لعرض مشاريع بحثية وتجارب ابتكارية تُبرز الإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي في صون التراث الثقافي.
ويُعدّ الملتقى الدولي “التراث الثقافي في عصر الذكاء الاصطناعي” محطةً محورية ضمن الجهود الوطنية لتثمين التراث وتحديث أدوات صونه، وقد تميّز بمشاركة نوعية لنخبة من الباحثين والخبراء الجزائريين الذين يشغلون مناصب علمية مرموقة في أرقى المعاهد والجامعات العالمية، على غرار جامعات ومؤسسات أكاديمية عريقة في الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، والمملكة العربية السعودية، ما أضفى على الأشغال بعدًا علميًا رفيعًا، وجعل من الملتقى فضاءً حيويًا لتبادل التجارب واستشراف الحلول الذكية في خدمة التراث الثقافي الوطني.
واختُتمت أشغال الملتقى بتكريم المشاركين والمنظّمين، وسط إجماع على أهمية تعزيز هذا النوع من المبادرات التي تجمع بين المعرفة والابتكار في مجال الثقافة والفنون، وتُجسّد إرادة الدولة الجزائرية في صيانة تراثها بأدوات المستقبل.