يرى الكاتب المسرحي عبد الهادي دحدوح، أنّ المسرح في الجزائر على غرار بعض الفنون يكاد يبتعد كلّ البعد عن المجتمع، وعن مشاكله وهمومه وعن تطلّعات الأسرة الجزائرية، ممّا يجعل الساحة الثقافية والفنية على حدّ سواء؛ تشهد هذا العزوف وهذا النكران.
وقال صاحب رواية “مول الضاية” الشاعر عبد الهادي دحدوح في حديثه لـ«الشعب” إنّه “من المفروض أن يكون الفن معيناً للمجتمع في تربية النفس وتهذيبها والسمو بها ورقيها”، لكن يضيف المتحدّث “نكاد نحيد عن تلك الطريق وننساق خلف تيارات معينة تختصر النجاح في المخالفة والتمرّد على العادات والتقاليد بحجة التميّز، وحرية الفن والبحث عن الشهرة”.
ووصف المتحدّث، في هذا الصدد، واقع الفن الرابع بالجزائر بأنه يعيش حالة تراجع نوعا ما، مقارنة بالسنوات الماضية، من خلال التراجيديا التي تكتسح بقوة معظم العروض؛ قائلا “أصبحت ركوحنا المسرحية في نظري بؤراً لليأس والموت والضياع..ومرتعاً لمن يبحثون عن تعريف ذواتهم من خلال الصراخ والنحيب، وأصبحت الكوميديا السوداء؛ الداعي الوحيد للضحك..ولإشباع نوازع التوحش فينا أكثر؛ أصبحت عروضنا تبالغ في طرح الأزمة، وإحداث صراع دام يؤدّي بنا في نهاية المطاف إلى نهاية محزنة”.
ويضيف عبد الهادي دحدوح، وكأنّ الجمال استؤصل من هذا العالم..وكأننا نعيش في الجحيم برغم تورد الربيع حولنا واخضرار فسائله، التي أودعها الله كلّ مشاعر الإنسانية من طيبة ورحمة، فيجد المتلقي نفسه محاصرا بكمّ هائل من الغضب والسخط على كلّ شيء، فيضمحل كلّ جميل فيه. فالواجب علينا اليوم ـ يقول المتحدّث ـ “أن نوزع الأمل حبات سكاكر، ونرتقي بالفن الذي يكشف عن الجمال في كلّ شيء ويصالحنا مع ذواتنا ومجتمعنا”.
محمد الصالح بن حود