الشاعر عبد القادر ستي من مواليد 1962 ببلدية سيدي بوبكر، عضو لدى الديوان الوطني لحقوق المؤلف وحقوق المجاورة، نشر قصائد عديدة في يوميات وطنية، وصف الشعر بالفن الصعب، وقال إنه يخضع إلى قوانين يتعلمها الشاعر الأصيل بممارسة التعليم النظامي، بما يسمى بالموهبة والاستعداد الطبيعي لمعرفة الخيط الدقيق الفاصل بين الكلمة وشبيهتها، فالشعر بالنسبة له إحساس وموهبة وحكمة تترجم في الواقع المعاش، وهو تراث شعبي يتطرّق لعدة مواضيع اجتماعية.
تلقى الشاعر ستي عبد القادر العديد من التكريمات خلال المناسبات الوطنية والدينية، خاصة بمهرجان «مصطفى بن براهيم للشعر الشعبي» و»الأغنية البدوية» بسيدي بلعباس، ومهرجان «سيدي لخضر بن خلوف المخصص لمدح الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمستغانم، إضافة إلى الأسابيع الثقافية لولايتي سعيدة والنعامة.
ذكر الشاعر ستي عبد القادر، أن الموروث الثقافي يلعب دورا كبيرا في إثراء الأدب الشعبي، والشعر الملحون الذي يعالج عدة مواضيع في المجالات التي تصبّ من رحم المجتمع، كما يردّد القصيدة الثورية التي مازال يتغنى بها، قائلا إنها لم تنل حقها من الإعلام المكتوب والمرئي.
وبخصوص القصيدة الشعبية يرى محدثنا بأنها تحضى بعناية في المجتمع، حيث لا يزال المجتمع الصحراوي يحافظ عليها أبا عن جد، وعن الصعوبات التي يواجهها ذكر أن البيئة التي يعيش فيها تنعدم من الفعل الثقافي كونها تفتقر لعدم التعريف بالشعر كموروث ثقافي أثبت وجوده منذ القدم، ومن رواده مصطفى بن براهيم وسيدي لخضر بن خلوف والشيخ سماتي، وعبد الله بن كريو والقائمة طويلة.
وأضاف الشاعر ستي، أن القصيدة الشعبية إذا مات صاحبها فهي تأبى أن تموت كونها ما زالت تصنع الأفراح، مشيرا إلى أن هناك خزان للشعر الملحون في الغزل، «القصيدة الشعبية تغني عن المرأة بإخفاء صفتها وإعطائها مثلا اسم ريم أو العريم وهذا حسب الوصف»، مستدلا في سياق حديثه بهذه الأبيات:
المرأة معروفة عملت في الجهاد
وبجنب الرجل أدت الرسالة
عملت الواجب وربت لولاد
ورغم الصعوبة ما قالت لا لا
طبخت للجنود ماليهمش أعـداد
ولأكبر استعمار ظهرت قبــالة
حسيبة بن بوعلي ورويدة مداد
شعلة من الثوار باقي شعالة
ممرضة داوي تلف الضماد
وخياطة منها عصري وأصالة
أستاذة تعلم الجميع المواد
فنانة تطرب وللشعر قوالة
وذكر أن القصيدة الشعبية متنفس له، وبأن له باع وصوت للحفاظ على هذا الموروث الثقافي، وعن المرأة إبان الثورة التحريرية التي أضحت بجانب الرجل، لتكون له العون، على غرار حسيبة بن بوعلي ووريدة مداد شهداء الثورة، مشيرا إلى أنه مثلما تعالت صيحاتهن بالأمس، فهي اليوم ممرضة وأستاذة وفنانة.. أثبتت وجودها حتى في المجال السياسي والإعلامي.
الشاعر عبد القادر ستي له العديد من القصائد، ولم يولي له أي اهتمام من طرف قطاع الثقافة بمنطقته ومسقط رأسه مدينة العقبان سعيدة، متأملا أن يجد الشعر الشعبي مكانة له كباقي الفنون.