«أكتب ثم أكتب ثم أكتب حتى تموت..كي لا تموت»
احتضن النادي الثقافي عيسى مسعودي حفلا تكريميا للعلاّمة والمؤرّخ والمجاهد الشيخ محمد الصالح الصديق، في إطار سلسلة الندوات الفكرية والتكريمية نصف الشهرية التي تنظّمها الإذاعة الجزائرية من خلال إذاعة القرآن الكريم بعنوان «أعلام ومراجع»، والتي تعنى باستحضار مآثر علماء المرجعية الدينية في الجزائر وتكريمهم، عرفانا بمجهوداتهم في سبيل ترسيخ المرجعية الدينية والهوية الوطنية، حيث حضر اللقاء مجموعة كبيرة من تلاميذ المحتفى به، الذين حوّلوا الفضاء إلى منبر يصدح بمآثر وخصال رجل عشق الوطن وتسلح بالقلم، ومازالت أنفاسه تنادي باللحمة الوطنية والحب والسلام.
تميّزت أجواء الحفل التكريمي بحضور شخصيات عايشت وتربّت على يد عقّاد الجزائر الشيخ محمد الصالح الصديق، والذين ألقوا كلمات امتزجت فيها شهاداتهم الحية بالمشاعر الجياشة، وتناثرت على الحضور صفحات الشرف التي كتبها بحبر الوفاء ابن من أبناء الجزائر البررة الشاهد على مخاض الحرية والاستقلال.
وصرّح الشيخ محمد الصالح الصديق لـ «الشعب»، بأن التكريم الذي حظي به والشهادات الحية التي قيلت في حقه توحي بصدق محبة هذا الشعب للعلم ولصناع الفكر، قائلا: «أنصح هذا الشعب الأبي بالعمل وبالبحث، وأتمنى له أن يعيش في كنف عزة الدين والوطن».
وفي ذات السياق، حاول الكاتب اسماعيل ميرة، نجل الشهيد عبد الرحمان ميرة، أن يوجز سيرة محمد الصالح الصديق، والذي قال بأن مساره الحافل بالعلم والمعرفة لن توفيه هذه السطور حقه، أما الشيخ يحيى صاري فقد استعرض مؤلفات الرجل التي بلغت 153 إصدار، ووقف عند مؤلفات حملت عناوين فخمة دوّى من خلالها قلمه بحب الوطن، وصفع فيها بأسلوبه الراقي غطرسة الاحتلال الفرنسي الذي خرج مرغما وهو يجر أذيال الخيبة.
وفي ذات الصدد، أشار الكاتب مراد عمرون الملقب برفيق الشيخ إلى المواقف والنصائح التي لا تحصرها دفاتر الزمن، والتي من شأنها أن تكون كمشاريع طريق السداد للأجيال، في حين أثنى الدكتور عبد الرزاق قسوم، رئيس جمعية العلماء المسلمين، على المجهودات الجبارة التي قدمها الشيخ محمد الصالح الصديق، ون حصاد الرجل الفكري بدد مقولة أن الجزائر تستهلك الثقافة ولكنها لا تنتج، مؤكدا بأنه أصبح قطبا يحتذى به في محافل علمية وتاريخية ودينية.
لينوّه بدوره الكاتب محمد بوعزارة، تلميذ الشيخ أيام مرحلة المتوسط بمناقب معلمه، حيث قال «لن أنسى أبدا نصيحة شيخي ومعلمي الشيخ محمد الصالح الصديق التي مفادها أن «أكتب ثم أكتب ثم أكتب حتى تموت كي لا تموت».