سلوكات!

لا حياة لمن تنادي!؟

جمال أوكيلي
05 ماي 2018

كم  مرّة حذّرت الجهات المسؤولة أصحاب محلات الأكل الخفيف بعدم ترك تلك الكميات الدائرية من لحم الديك الرومي «الاسكلوب» معرضة للغبار المتطاير، ودخان السيارات، ناهيك عن ما يسقط من العمارات من أتربة، وغيرها من التأثيرات المناخية المتغيرة من لحظة إلى أخرى.
لكن لا حياة لمن تنادي، القليل من هؤلاء من أخذ تلك التحذيرات على محمل الجد، وقام بإدخال تلك «الكتل» إلى مكان آمن ومضمون لا تصله ما ذكرنا سالفا ما يجعل الزبون مرتاحا من ناحية تقديم له «وجبة» لا يشمئز أو يتقزز منها عندما يراها وجها لوجه مع المحيط الخارجي، الحامل لكل أنواع الجراثيم وقد يسبب له متاعب صحية خطيرة جدّا في حالة تناولها.
هكذا عاد بائعو هذا النوع السريع من الأكل وبأسعار باهظة، بقوة إلى الشوارع الرئيسية لمدننا التي لا تخلو أي زاوية منهم، غزوا كل الفضاءات التجارية كذلك، لكن القلة القليلة ممن يسعى للمحافظة على صحة المواطن، مفضلا إخراج ما يطبخه إلى الرصيف وهذا أصلا ممنوع من ناحية أبجديات البيع ويعد تجنّيا على القانون، والأدهى والأمّر هنا أصبح ذلك الشخص المكلف ببيع تلك الكمية طيلة النهار يقف في وسط الرصيف معترضا مرور الناس، وداعيا إياهم إلى الدخول إلى القاعة، بطريقته الخاصة.
والكثير من المواطنين يتفادون المحلات التي تعرض ذلك «اللّحم» خارجيا، ويفضلون تلك التي تحمي بحد أدنى من الوسائل كالزجاج المقاوم للحرارة على الأقل، لكن الكثير ينزعونه كونه يعرقلهم في العمل.
يضاف إلى كل هذا أن هناك فئة أخرى من المحلات التي تبيع «المحاجب» في وسط غير نظيف أحيانا ونقصد صفيحة الطبخ التي اسودّ لونها إلى درجة لا توصف، ومع ذلك يواصلون استعمالها دون أي حرج ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أن الخليط من الطماطم والبصل مغشوش، لا يرقى إلى ذوق الزبون بسبب عدم إضافة مواد أخرى تعطيها تلك النكهة المنتظرة، كل هذا يتم أمام أعين الجميع من الصباح إلى المساء وكأن الأمر لا يعني أحد وهذا نشاط زائد لدى البعض من المحلات يقوم به الرجال عند مدخل كل فضاء خاص بالأكل.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024