سيعطي القمر الصناعي «ألكوم سات1» الذي أطلق مؤخرا دفعا قويا للعمل السمعي البصري حيث سيفتح آفاقا واسعة أمام ظهور المزيد من القنوات الوطنية الخاصة و يعطيها فرصة أكبر للانتشار عبر كل التراب الوطني الشاسع.
شكل البث التلفزي هاجس القنوات الخاصة في الجزائر في بداية خوض التجربة سنة 2012 ولاحظنا حينها كيف هرولت تلك القنوات من أجل حجز رواق للبث عبر دول غربية أو عربية ولم تكن تكلفة ذلك هيّنة فقد كان عليها دفع اشتراكاتها السنوية بالعملة الصعبة بينما كان ينتظر أن تعود هي بالربح على البلاد.
يمكن أن نقول اليوم أن «الكوم سات 1» يمكنه أن يلعب دورا كبيرا في جزأرة إعلامنا السمعي البصري من خلال السماح للجزائريين بمشاهدة مادة إعلامية (منتوج بلادي) لأن هذا المفهوم تحديدا لا يجب أن يقتصر على الجانب الصناعي فالإعلام هو كذلك صناعة يجب أن تكون جزائرية ليكون لدينا رأي عام وطني يكون فيه المواطن الجزائري حاضرا في بلاده بجسده وروحه في الوقت الذي جعلت قنوات أجنبية من بعض بني جلدتنا يعيشون حالة من الاغتراب بسبب تلقيهم رسالة إعلامية موجهة لبيئة أخرى لا علاقة لها بواقعهم ويومياتهم؟.
لقد ساهمت هذه الرسالة الدخيلة في زيادة نسبة الاحتقان واليأس بشكل كبير بين شباب أصبح يرى نفسه في مرآة الآخرين فلم يعد لا شكله ولا تصرفه يمت بصلة إلى الفرد الجزائري وقد يكون ذلك محصلة طبيعية للعولمة التي ألغت التنوع والاختلاف وهي تراهن في إطار مسار هذه التصفية النهائية لهذه السّنة الكونية على وسائل الإعلام و ليس اعتباطا أن البرامج التلفزيونية أصبحت كلها متشابهة إلى حد التطابق إن في الشكل أو المضمون؟.
ان الوقت قد حان لإعطاء هذا القطاع مكانته الحقيقية والمسارعة إلى وضع أسس إعلام وطني يتمتع بهامش كبير من الحرية التي تسمح له بالمبادرة والإبداع ولكن في إطار ضوابط صارمة تحدد نقطة بداية وخط نهاية هذه الحرية.