عربون محبة للشعب المغربي ..

أمين بلعمري
07 أفريل 2018

كلما تظهر بوادر لبعث المفاوضات المتوقفة  بين جبهة و البوليساريو و المغرب لتسوية القضية الصحراوية تبدأ الرباط في نسج السيناريوهات  وتلفيق التهم للجزائر من خلال رميها كالعادة بتهم  قديمة جديدة لتحويل أنظار الشارع المغربي الذي يعيش على وقع  غليان اجتماعي و احتجاجات يومية ولم تعد مثل هذه المغالطات تنطلي عليه.
الكل يعلم أن الأراضي الصحراوية مدرجة منذ بداية الستينات ضمن الأقاليم المعنية بتصفية الاستعمار وفق آلية استفتاء تقرير المصير و المملكة المغربية نفسها وقعت على اتفاق وقف إطلاق النار مع جبهة البوليساريو  سنة 1991 تطبيقا للمسار الإفريقي - الأممي الذي تمخض عنه إنشاء بعثة الأمم المتحدة لإجراء استفتاء تقرير المصير في الأراضي الصحراوية المحتلة “مينورسو” فكيف للرباط أن تتنكر لهذه الالتزامات و تطالب بإجراء مفاوضات مع الجزائر حول قضية حسم أمرها أمميا و افريقيا؟ !
الرباط و أطراف أخرى تنتهج سياسة الهروب الى الامام و هي تريد تغييب الشعب الصحراوي من تسوية تعنيه وحده و الا كيف نفسر وجهة نظر  الوزير الأول الفرنسي الأسبق دوفليبان لحل النزاع في الصحراء الغربية ، خلال المحاضرة التي ألقاها الأسبوع الماضي بالمدرسة الجزائرية للأعمال بدعوة من السفير الفرنسي غسافيي دراينكورت عندما قال أنه يجب إنشاء قطبين للمفاوضات حول الصحراء الغربية الأول يضم فرنسا و اسبانيا و الثاني يضم الجزائر و المغرب ؟ لأن النزاع لم يعد يحتمل الـتأخير أكثر في حين  أنه يعلم جيدا أن بلاده هي من عرقلت و لا تزال  أي حل للنزاع  من خلال دعمها للتمرد المغربي على الشرعية الدولة و قرارات الأمم المتحدة و  دعم أطروحاته التي تتنافى مع الاثنين  ؟ ! ثم هل نسي السيد دوفيلبان أن فرنسا الاستعمارية كانت ترفض اي تدخل في القضية الجزائرية وفق مغالطة  انها شأن داخلي فكيف له أن يدعو اليوم دولا أخرى لأخذ مكان الشعب الصحراوي و تقرير مصيره بدلا منه ؟ !
ان الحملة الرسمية و الإعلامية التي تشنها  الجارة الغربية على الجزائر تتنافى تماما مع ما يربط الشعبين من تاريخ نضالي مشترك و تطلعهما إلى بناء الصرح المغاربي و هو الخيار الذي  تتمسك به الجزائر بشدة و لم تعتبره يوما مشروعا منتهي الصلاحية ولم  تبحث عن فضاءات بديلة على حساب شعوب المنطقة لا في الخليج و لا في غرب إفريقيا، هي تلتزم كذلك بواجب التضامن مع الشعب الصحراوي في حقه في الاستقلال و الحرية لأن التجربة القاسية مع الاستعمار الفرنسي علمتنا معنى الحرية و الاستقلال. هذا لا يفسد للجوار ولا للأخوة قضية و الدليل أن الجزائر سارعت إلى دعم ملف ترشح المغرب لاحتضان نهائيات كأس العالم  كعربون أخوة و محبة من الشعب الجزائري  إلى شقيقه المغربي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024