تعتبر الرياضة من أهم روافد الدبلوماسية الشعبية التي أصبحت تنافس الرسمية من حيث التأثير والانتشار وهناك دول صغيرة ازداد تأثيرها على الصعيد الدولي عبر نافذة الرياضة والتجربة القطرية بيننا وقبلها وفي عز الحرب الباردة مهدت مقابلة لتنس الطاولة بين الفريقين الصيني والأمريكي لاستئناف العلاقات بين البلدين، أكثر من ذلك، أصبح نجاح أي بلد في تنظيم تظاهرة رياضية يعتبر نجاحا دبلوماسيا باهرا لهذا يزداد التنافس احتداما بين مختلف القارات والدول للفوز بتنظيم دورات رياضية عالمية.
ان هذا التنافس لا يعكس وجود اهداف سياسية فقط ولكن لكون هذه التظاهرات أصبحت من أكبر روافد التنمية الشاملة في البلد التي يستضيفها نظرا لما يرافقها من حركية اقتصادية داخل البلد المنظم من انتعاش لورشات بناء الهياكل الرياضية والفندقية وشبكات الطرق ووسائل النقل وغيرها من القطاعات التي تصب في هذه الحركية التنموية وهذا ناهيك عن الاشهار السياحي المجاني ولابأس أن نتوقف عند الداربي الاسباني الذي يتابعه أكثر من مليار نسمة من خلال شاشات التلفزيون عبر كل العالم ناهيك عن الذين يطيرون نحو اسبانيا من أجل مشاهدة هذا الموعد الرياضي العالمي ولكم أن تتصوروا معي المداخيل المالية لمقابلة كروية واحدة وفي بلد واحد فما بالك بتنظيم كأس العالم لكرة القدم؟ لقد أصبح الكثيرون يحلمون بزيارة برشلونة وزيارة نواديها الرياضية خارج أيام المنافسة؟
ان تنظيم دورة الجزائر الدولية 21 للدراجات التي ستنطلق من تمنراست نهاية هذا الشهر يجب أن تشكل فرصة للتنمية في هذه الولاية والأكيد أن المسلك الذي سيمر به الدراجون سيخضع للتجديد أو التأهيل وسيعود ذلك بالفائدة على مواطني الولاية ناهيك عن الحركية التجارية التي ستعرفها تمنراست و سائر الولايات المعنية بهذه الدورة وكذا التعريف بإمكانياتها ومقدراتها دون أن ننسى الاثر الاجتماعي لمثل هذه المنافسات على المواطنين، انها الرياضة القادرة على التأسيس لرفاه وتنمية عابرين للحدود لكي لا يقتصر هذا العبور على الآفات والارهاب.