خطوة مفصلية حققها سلاح الدفاع الجوي السوري في تاريخ الصراع الساخن والبارد بينه وبين الاحتلال الاسرائيلي من خلال اسقاطه الطائرة الاسرائلية F16 بعد اختراقها الاجواء السورية ، وتعديها على سيادة وطن وحدود اقرتها المعاهدات والمواثيق الدولية .خطوة حاسمة في انهاء مسلسل تسخين العضلات والمناورات والتعدي على الاراضي بغير وجه ذي حق ... خطوة انهت التباهي الكبير لإمبراطورية الصناعة الحربية في العالم خاصة منها الطائرات الاسرائيلو – امريكية ، التي كانت تحتل صدارة الانجازات العظيمة في تطوراسلحة الجو .
أثار إسقاط المقاتلة الاسرائيلية «إف-16» أسئلة كثيرة بشأن السلاح الذي تمكن من إصابة أحد أكثر المقاتلات الحربية تطورا في العالم.ويتعلق الامر بمنظومة الدفاع الجوي ،
سام 5/إس200 المضادة للطائرات سوفيتية الصنع بعيدة المدى، تستخدم للتصدي للأهداف المتوسطة عالية الارتفاع. وان كانت تصاميم هذا الصاروخ تعود الى ثمانينيات القرن الماضي ، حسب الخبراء والضالعين في شأن الاسلحة .بالرغم من أن أف ١٦ مزودة بمنظومات إلكترونية متطورة إسرائيلية ألصنع لكن ذلك لم يمنع من إصابة المقاتلة بالصاروخ السوري القديم !!
ما لا يدع أي مجال للشك ، بان سلاح الدفاع الجوي السوري عن الاقليم يعتبر من بين اهم المنظومات الدفاعية تطورا ، في الوطن العربي وفي العالم ،وتحسب هذه الخطوة على الارض قراءات كثيرة ، خاصة وإنها تزامنت وسقوط الطائرة الحربية الروسية سوخوي ، وان لم تشر القراءات حول الفارق الزمني للحادثتين ، الا انها مسالة تطرح في سياق السباق نحو التسلح ، وجدوى الاستطاعة الحربية في الصمود والتصدي لأي طارئ قد يعرقل مسار هذا النوع من الطائرات . ولقد صممت هذه الصواريخ أساسا للدفاع عن مساحات واسعة من الأرض ضد المقاتلات المهاجمة والطائرات الاستراتيجية.
إن اسقاط احدث المقاتلات تطورا في العالم ومن الجيل الرابع ، يفسد تلك القراءات التي ما فتئت الادارة الاسرائلية تستعملها فيها خطابها الهجومي والاستباقي في سوريا ، ردا على اية محاولة من شأنها عبور الفضاء الجوي للجولان ، من جهة اخرى الامر سيعزز تواجد الحلفاء الطبيعيين لسوريا على الارض خاصة ايران وروسيا وحزب الله ، ويضمن لهم نفسا جديدا في ظل الصراع القائم منذ ازيد من نصف قرن ،بالرغم من أن هذه الحادثة اعادت الى الاذهان صورة الطائرة الحربية الاسرائلية من طراز اف 14 التي تم اسقاطها سنة 1986 فوق سماء لبنان.