لا شك أن الرياضة هي خير وقاية للمجتمع من جميع أنواع الانحرافات و الآفات لأنها تسد كل الابواب امام شيطان الفراغ وتحصّن من الآفات الذهنية و الجسمية و بعملية حسابية بسيطة يظهر جليا أن تكلفة بناء منشآت و فضاءات رياضية اقل بكثير من معالجة مخلفات عدم ممارستها و لكن هل تكفي هذه المنشآت و الفضاءات ان لم تتغير الذهنيات التي لاتزال تعتقد أن ممارسة التمارين الرياضية ليست من الاساسيات ؟
ان هذا الانطباع الضارب في اعماق مجتمعنا راجع بشكل كبير الى عامل التنشئة داخل الأسر، المدارس والمجتمع لأنها الاماكن التي يجب أن تلقن فيها حب الرياضة إلا أنه و للأسف مازالت هناك نسبة كبيرة من تلاميذ المدارس والثانويات يطلبون اعفاءهم من ممارسة الرياضة لأسباب واهية، الى ذلك يضاف عدم توفر الهياكل المدرسية على فضاءات رياضية ملائمة تشجع التلاميذ على الممارسة والأمر سيان بالنسبة للإناث والذكور، بينما وظفت المدرسة في دول أخرى لتخريج النخب الرياضية والى درجة أن الكثير من المدارس فيها تمتلك فرقا رياضية تخوض بطولات وطنية ودولية بينما تغيب هذه الافكار عندنا وتختصر الرياضية المدرسية في امتحان وعلامة.
ان المدرسة لا يجب أن تبقى خزانا للاطارات السياسية والمهندسين والمخترعين بل يجب أن تكون بالمقابل خزانا للكفاءات الرياضية وهكذا فقط نضمن استمرار اجيال رياضية من الطراز العالي وتصبح المدرسة هي المعين الذي يزود انديتنا و فرقنا بشباب تسري الرياضة في عروقهم سريان الدم يمكنهم أن يصنعوا الفارق وطنيا ودوليا.