ان الطريقة التي حسم بها الجيش الوطني الشعبي حادثة الاعتداء الارهابي الذي استهدف المركب الغازي بتيڤنتورين قبل 5 سنوات من اليوم أكبر من مجرد نصر تكتيكي على الارهاب ولكن رسالة إلى كل المتربصين بالجزائر الذين يحركون تلك الجماعات الارهابية لضرب استقرار وأمن البلدان لتبرير وشرعنة التدخلات العسكرية بدعوى محاربة نفس تلك الجماعات على أنها تشكل خطرا على السلم والأمن الدوليين، في حين من أن يدعمهم باليمنى يحاربهم باليسرى وهذا هو التفسير الوحيد لاستمرار التهديدات الارهابية و إلا كيف لتنظيم مثل «داعش» الارهابي الذي يحاربه تحالف دولي يضم 60 دولة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية أن يعمر كل هذا الوقت ومن أين له بترسانة حربية لا تمتلكها حتى بعض الجيوش النظامية؟
رسالة تيڤنتورين كانت واضحة وقطعت الطريق أمام مسلسل طويل كانت ستبدأ حلقاته ولا تنتهي لولا التدخل الحاسم للجيش الوطني الشعبي ضمن قاعدة «لا تفاوض مع الإرهاب» وهي الرسالة التي فهمتها الجماعات الارهابية ومن يقف ورائها، والتي مفادها أن المساومة وسياسة ليّ الذراع لا تجدي نفعا وهذا عكس توقعات منظري ومنفذي الاعتداء الذين كانوا يتصورون ان الجماعة الارهابية كانت ستعود إلى قواعدها ببعض الرهائن بعد تفجير المركب الغازي عن آخره بمن فيه ثم تبدأ مرحلة المساومة والابتزاز من موقع ووسط كل هذا كانت تنتظر بعض الدول في الجهة المقابلة أن يحصل الارتباك وتطلق الجزائر نداء استغاثة وترضخ للضغوط وتسمح بإرسال وحدات او مستشارين أمنيين وعسكريين أجانب بدعوى تقديم المساعدة وحماية العمال الأجانب في المركب الغازي، إلا أن شيئا من ذلك لم يحصل وفي عملية استباقية لكل ذلك أخذ الجيش الوطني الشعبي بزمام المبادرة وأنهى المأساة بأقل التكاليف البشرية والمادية لأن حالات مثل هذه لا تحتمل ترك هامش يستغله الارهابيون لتنظيم صفوفهم وتقوية مواقعهم.
ان الزمن والوقائع اثبتا لاحقا أن تعاطي الجزائر مع الواقعة كان صائبا وكل الدول التي أبدت تحفظات ومخاوف ومن بينها تلك التي سقط بعض رعاياها في ذلك الاعتداء الجبان سرعان ما أقرت بالاحترافية العالية التي انهى بها الجيش الجزائري الاعتداء وهي احترافية جنبت الجميع سيناريو أسوأ بكثير تكون خسائره أكبر على الصعيدين البشري والمادي.
الأكيد أن ذلك الاعتداء كان جس نبض كانت ستتوقف عليه الكثير من المخططات الارهابية و يفتح الباب لمسلسل من الاعتداءات المتكررة لولا الرد الحازم للجيش الوطني الشعبي الذي أخلط كل الحسابات في الداخل والخارج والنتيجة أننا نسمع اليوم عن ارهابيين يسلمون انفسهم وأسلحتهم لأنه لم يعد أمامهم سوى هذا الخيار أو الموت.