أمازيغ و إلى العروبة ننتسب

فتيحة كلواز
10 جانفي 2018

يحاول البعض ربط الامازيغية بمنطقة معينة و حصرها في حدود جغرافية ضيقة ما يسمح للمتطاولين بالحديث عن الاستقلال الذاتي لتلك الولايات متناسين أن الجزائري اماتزيغي سواء كان ناطقا بمختلف اللهجات التي تميز اللغة الامازيغية أو العربية أو اللهجات العربية الموجودة عندنا، فالعربية و أن تكلم بها الجزائري هي لا تنفي امازيغيته و لا انتماءه إلى هذا الجانب المميز من الهوية الجزائرية التي استمدت أبعادها اللغة و لعل التعريف الذي قدمه  قائد الإصلاح في الجزائر عبد الحميد بن باديس في أبيات شعرية التي ذكر فيها ان شعب الجزائر مسلم و إلى العروبة ينتسب خير دليل على الامازيغية بديهية لا يمكن نفيها عن أي شخص مهما كانت المنطقة التي ينتمي إليها في الجزائر.
  المذهل في الأمر أن المتجول في مختلف الأسواق الجزائرية يرى اللحمة الامازيغية التي يتميز بها الشعب الجزائري ففيها ترى الكل يتأهب للاحتفال بهذه المناسبة باقتناء مختلف السلع التي تميز الاحتفال كـ«التراز” و وجبة الطعام التي تتكون من مادة أساسية هي القمح و الخضار الموسمية لأن المناسبة تدوم ثلاثة أيام من يوم الـ11 من جانفي إلى اليوم 13 منه، هذا الاجتماع و الاشتراك في هذا الاحتفال الذي يرتبط بالسنة الفلاحية يعكس حقيقة يريد الكثيرون إخفاءها و طمسها في أن الجزائر امازيغية على مساحتها التي تبلغ 2,382 مليون كلم مربع، و لذاك لن نسمح لأي شخص أن يحول الامازيغية من ميزة توحدنا إلى قضية تفرقنا و من الحبل الوثيق الذي يشد بعضه بعضا إلى سلاح تُضرب به الجزائر من الخارج و الداخل.
 لذلك يحتفل الجزائري الامازيغي هذه السنة بـ«ينّاير” و قد رسم كعطلة مدفوعة الأجر ما يعني غلق الباب أمام كل المزايدات و التلاعبات التي كانت تحدث هنا و هناك بغية تقسيم الجزائر إلى أقليات و أقاليم ليتحقق بذلك ما أراده الاستعمار و فشل في تحقيقيه على مدار الـ 132 سنة من المحاولات الفاشلة لطمس الهوية و التاريخ و لعل خلقه لمصطلح الجهوية بين الجزائريين كانت بمثابة الخطة البديلة لتقسيمهم إلى مناطق صغيرة إن لم يكن جغرافيا فثقافيا،و لكن هيهات لان الثورة تعطيهم الدرس القوي على تلاحم أبناء الوطن الواحد فكان المجاهدون يتنقلون بين المناطق الجزائرية بلا قيود و يبيتون في القرى في أعالي جبال جرجرة وهم من أقصى الغرب الجزائري و العكس صحيح و لو كانوا ل يعتبرون أنفسهم أقليات لما اتحدوا ضد المستعمر الفرنسي.
ومن الأمير عبد القادر إلى لالافاطمة نسومر إلى بوبغلة إلى المقراني إلى الأمير خالد إلى عبد الحميد بن باديس إلى  مصالي الحاج إلى الثورة التحريرية لم نسمع أبدا عن خلاف حول امازيغية الجزائري لان الأمر كان بديهيا في تلك الفترة و لأنهم كانوا متشبعين بعناصر الهوية الجزائرية الحقيقية و التي لم يستطع المستعمر فهم لحمتها أو حقيقتها، لذلك يستطيع ايا كان المزايدة على انتمائنا الامازيغي و ان اختلط اللسان الجزائري بين عربية و امازيغية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024