لعل اهم شيء ميز حصاد اخر اسبوع من العام الجاري 2017 ، التوقيع على قانون المالية لسنة 2018 من طرف رئيس الجمهورية بحضور مسؤولين سامين في الدولة وأعضاء الحكومة، ناهيك عن ترسيم يوم 12من يناير يوما وطنيا تحتفي فيه الامة بتراثها وتحيي فيه ذكرى أمجادها، بعيدا عن المزايدات التي يتخذها بعض السماسرة لزرع البلبلة وتأليب النفوس، وزرع الضغائن المجانية جزافا ،كما انه يضمن روح المحافظة على هويتنا الوطنية بمقوماتها الثلاث الاسلامية والعربية والامازيغية.
ويأتي التوقيع على ميثاق الشراكة بين القطاعين العام والخاص، كخطوة جديدة للحكومة في التأسيس لمرحلة جديدة من الاقتصاد الوطني، وفتح راسمال الشركات العمومية لرفع المردودية، الخيار الذي جعل الشارع يثور حول تبعات هذا القرار، الاان الظروف الاقتصادية الراهنة، ربما هي التي تملي اليات التعامل الاقتصادي مع سوق لا يرحم، وليس فيه مكانة الا للأقوى.
التوقيع السالف الذكر بشقيه «قانون المالية والشراكة بين القطاعين العام والخاص» ،رهان قائم امام تشجيع الاستثمار المتعدد بعيدا عن ريع المحروقات، والحرص على تشجيع المنتوج الوطني، وتقديمه كبديل أخر للاسواق الوطنية والاجنبية ، منافسا لها في الجودة والمعايير العالمية، بحكم أن المادة الخام متوفرة بين ايدينا، والخبرات الوطنية قادرة على فرض ابداعها ولمستها المحلية.
ونحن نودع اخر حصاد لهذه السنة،لا ننسى اولئك الذين صنعوا اركان الدولة ألجزائرية ورفعوا عزها ومجدها بين الامم، انه الراحل الرئيس هواري بومدين الذي تعود اليوم الذكرى 39 لوفاته، الرجل الذي دخل منابر الامم المتحدة من ابوابها الواسعة مخاطبا الجمعية العامة باللغة العربية، فزلزل ارجاها واستنفر مترجميها، وجمد دماء اعداء الامة والوطن.
هواري الذي ترك خلفه مقولته المشهورة «مع فلسطين ظالمة او مظلومة «، لا يدري ان القدس التي باعدت الاقدار بينه وبينها اليوم، لم تعد كسابق عهدها، وان أبو عمار ترك غصن الزيتون وحيدا وارتحل هو الاخر، وان الجبل الذي لم يقو الريح على هزه، تمادى ترامب في زعزعته من مكانه ليرضي الاحتلال.