..وأنت تسير في أرصفة شارع العربي بن مهيدي، تنبعث أصوات باتجاهك لمجموعة من الشباب مصطف بجانب الأشجار قائلة «كاش كاسي» ويقصدون به هل لديك ذهب مكسّر؟ «l’or cassé» هذه «النغمة» تتوارد على مسامع المارة يوميا منذ أن تطأ قدماك مدخل هذا الشارع الرئيسي من ناحية الأمير عبد القادر وعند نهاية الطريق باتجاه البريد المركزي.
ويتساءل يوميا المواطنون المارون عبر بن مهيدي عن هذا الإزعاج المتواصل سواء نساء أو رجال أي كل الفئات العمرية التي اعتادت أخذ هذا الطريق نحو أشغالهم تكون عرضة لمثل هذا الاستفزاز.
وللأسف، فإن هؤلاء الشباب الذين يبحثون عن «الذهب المكسّر» حوّلوا قرابة ثلاث نقاط الموجودة على مستوى الرصيف إلى ملتقى خاص بهم يضربون موعدا يوميا في نفس المكان لاجترار نفس الكلام «كاش كاسي».. والكثير من الناس لا يردون عليهم ولا يكلمونهم يواصلون السير دون الالتفات إليهم خوفا منهم أو تفاديا لأي أذى قد يلحق بهم وحتى الذين يريدون البيع يرفضون أن يطرحوا ما عندهم على الرصيف وفي شارع يعجّ بالمارة.
والكل على دراية وعلم بهذا الإحراج اليومي لهؤلاء الناس، لكنهم يتمادون في تلك السلوكات غير اللائقة في شارع رئيسي يقفون الواحد تلو الآخر في مخاطبة الناس بالعبارة السالفة الذكر، والأمر ليس جديدا بل يعود إلى سنوات خلت فلماذا يترك هؤلاء يستمرون في إحداث القلاقل للناس في مكان مفتوح على الجميع؟.
فالكثير من المارة يضطرون أمام هذا الضغط اليومي المتواصل إلى تغيير الرصيف إلى الجهة الأخرى حتى لا يستمعون إلى هرطقاتهم، التي تصل إلى مسامعهم يوميا دون أي فائدة تذكر.
ونشير هنا، إلى أن الشارع الخلفي لبن مهيدي كان نقطة إلتقاء لنساء يبعن الذهب أمام بنك الرهن، وهذا لمدة طويلة جدا ليُطردن فيما بعد من طرف الشرطة بسبب عرقلتهن لحركة المرور وما نشاهده اليوم هو بقايا لبعض الشباب الذي كان يتعامل معهن.. يواصل شراء الذهب المتضرر بفعل الاستعمال (سلاسل، أقراط وأساور..) تباع حسب الوزن، وقيمة القيراط المعمول به.
والتنبيه هذا ما هو إلا إظهار لسلوكات أصبحت لا علاقة لها بالتجارة، بقدر ما هي عبارة عن إخلال بالسكينة اليومية للمواطن.. هذا ما ينطبق على أولئك الذين يرشون الناس بالروائح في الأرصفة، ويوزعون وثائق التكوين وغيرها.. ومثل هذا الترويج ممنوع قانونا إن لم يكن هناك ترخيص من الجهات المسؤولة.