نحتفي من الفاتح الى غاية 16 جوان من كل سنة بالطفولة في بعدها العالمي والإفريقي والوطني … مناسبات لتسليط الضوء على عالم البراءة و متطلباته و ما علينا مراجعته و تصويبه في واجباتنا نحو البراعم الصغار، بذرة جيل الغد حتى نوفر لهم الغداء و السلامة و الصحة و الرفاهية و حقهم في التعلم و التسلية و العيش بسلام.
تعود المناسبة سنويا ومعها البرامج الثقافية و الاجتماعية التي تسطرها الهيئات الرسمية و الجمعيات الخيرية و الثقافية و يكثر الحديث كل سنة عن الطفل و العنف ضده و عن الآفات الاجتماعية التي قد تهدد مستقبله و حياته و عن التغيرات في نمط معيشته التي فرضتا العصرنة و التكنولوجيات الحديثة و تكثر أيضا الفقرات الترفيهية التي تقدم للطفل من مسرحيات و عروض موسيقية و بهلوانية و غيرها... و بين هذا وذاك يبقى إعطاء الطفل الفرصة للتعبير عن نفسه و عن طموحاته و انشغالاته و عن نظرته الصغيرة للحياة، أمر بعيد نوعا ما عن التصور و غائب عن الأجندات ، لأننا و بكل بساطة لا يزال الكثير منا ينظر إلى الطفل على انه كائن صغير، لا يعي جيدا كل ما يحيط به، ولا يحتاج منا سوى الكماليات والأكل و اللباس و التعليم و الحماية... لكن الكثير يتغافل عن حاجة الطفل في تنمية مهاراته الفكرية و الفنية و الجسمية ، ويحتاج إلى من يساعده على اكتشاف مواهبه و علامات التميز فيه و الأكثر من ذالك يحتاج إلى من يغرس فيه القيم الإنسانية الجميلة ويقوي ثقته في نفسه ويساعده على بناء شخصيته بطرق سليمة و راقية...
لقد ساعدت البرامج و المسابقات الثقافية و الفكرية و الفنية الافتراضية في زمن تفشي فيروس كورونا على اكتشاف العديد من النوابغ الصغار في الفن التشكيلي و الكتابة بكل مجالاتها و في الطرب و العزف و الغناء و كذا في التمثيل المسرحي، ... مواهب جميلة لا تحتاج سوى لمن يؤمن بها و يشجعها و يحتضنها ليضعها على الطريق الصحيح.... وليكن الاحتفال بالطفل يوميا من خلال الدعم و التوجيه السليم لا مناسبتيا كرقصة العرائس التي تؤدي دورتين على الركح تحيي ثم ترحل...