إحترام التدابير الوقائية من وباء كورونا حتمية لا مفر منها إذا أردنا فعلا تجاوز هذه الأزمة الصحية والتخلص من تداعياتها المادية والنفسية والتي أضرت كثيرا بالبلاد والعباد والأكثر من هذا طال أمدها بشكل عطّل إستئناف الحياة اليومية وعودة اليد العاملة المعتكفة في البيوت إلى مقرات العمل.
وما إن يلاحظ بأن أرقام الإصابات تعدت المائة ١٠٠ فهذا يعني بأننا نحتاج إلى المزيد من إلى الحجر الصحي وتمديد الإقامة بالمنازل إلى إشعار آخر ريثما يتقلص العدد إلى المستويات المعمول بها وهو ما يعرف بالاستقرار الذي يرفع الضغط الكبير على أساس هناك تراجع في التوافد على تلك الفضاءات.
وعلى الجميع أن يحافظ على هذه النتائج المحققة، في تقليص الوفيات وحالات التعافي وهذا بالعودة إلى الاتزام الصارم بإجراءات الحماية، واتباع النصائح ذات المنفعة العامة الواردة عبر وسائل الاتصال عبارة عن ومضات تطلب من الناس تفادي العدوى عن طريق غسل اليدين وغير ذلك من التفاصيل المفيدة.
لا يسمح باختفائها من قنواتنا المرئية أو المسموعة كونها حركات بسيطة لكنها منقذة للأرواح علينا أن نسعى لتقليص تلك المؤشرات المتعلقة بالإصابات كيف يا ترى؟ نأسف اليوم، ونقولها بكل مرارة، بأن في بعض المناطق عادت الأمور إلى فترة ما قبل كورونا حركة السيارات والراجلين تكتظ بهم الطرقات إلى درجة لا تصدق ما تشاهد أمامك، في الأسواق والمحلات لا أحد من الأفراد يحترم مسافة الأمان وعندما تطلب بذلك تقابلك مواقف غريبة وردود فعل عنيفة شعارهم «ما كاين والو» باركاونا من الخلايع» لا تجد ما تتفوه به سوى الانصراف حتى يفرغ المكان، نفس الذهنية في نقاط البيع تجد مجموعة من الأشخاص بداخل المحلات أو الأسواق في ازدحام عند الممرات لا يولون أدنى اهتمام للجانب الوقائي في خضم هذه ا لوضعية من الصعوبة بمكان السير بالوتيرة المطلوبة من أجل تخفيض تلك الأعداد المعلنة يوميا.
وعليه، يجب أن ندرك بأن هناك مغالطة راسخة في عقلية البعض مفادها أن الوباء زال، وما يقع أو يحدث هو بقاياه ليست كالأولى (الذورة) هذا تفكير خاطئ لا أساس له من الصحة وإلا كيف تفسر كل تلك الإصابات الأخيرة، التي وصلت ١٩٩ حالة غداة فتح المحلات لا نتلاعب بصحة الناس في مثل هذه الظروف غير العادية.
كما علينا أن نعي جيدا بأن المطالبة باحترام التدابير الوقائية يعني المزيد من الإصابات الجديدة في غياب لقاح يقي الناس من العدوى ..والحل الفوري هو التباعد الاجتماعي وعدم المغامرة مادمنا لم نصل بعد إلى الخطر صفر ما نقف عليه اليوم في أوروبا من فتح تدريجي للحياة العامة، جاء نتيجة حجر صحي مشدد إستغرق قرابة الشهرين هذا ما سمح لهم باعتماد الصيغة المرحلية في العودة إلى تطبيع الوضع ..مع احترازات واسعة تطلب الأمر إرفاقها بشروط دقيقة منها وضع الكمامات.
واستعمال الخطاب المرن والتواصل اللين لا يعني أي شيء عند البعض كدعوتهم للتحلي بالمواطنة والمسؤولية لا يفهمون مثل هذه المصطلحات المعقدة، كل ما في الأمر أن القوة العمومية الوسيلة الوحيدة التي تردع من يتعدى على هذه الإجراءات كما كان الأمر في بداية تفشي الفيروس.
وهكذا لم نعد نسمع تلك الأصوات الصادرة من الشاحنات المجهزة بالمكبرات تطوف الأحياء مطالبة الجميع بالبقاء في البيوت في حين ما تزال عملية الرش متواصلة للحفاظ على نظافة الشوارع في أي طارئ وهذا عن طريق التعقيم.