في أكثر من مرة وأمام وسائل الإعلام يؤكد الرئيس تبون رفضه المطلق، للتنازل عن ارضية بيان أول نوفمبر، بمعنى أن الأمر لا يقبل النقاش حوله، ومن أراد غير ذلك فهو إما متعمد لغايات دنيئة، أو مخطئ في عنوان الجزائر الجديدة، فأما المتعمد فهي اشارة الى قوى ضاغطة تحاول التسلل عبر مسودة الدستور الحالية، من أجل تغيير هوية الدولة والشعب، ولا تعنيها المنظومة على الإطلاق، وهو مربط الفرس بالنسبة إليها، فهي لا تزال تحاول القفز على مقدسات الثورة ورسالة الشهداء، لبلوغ غاياتها الفاشلة، لكن، رد رئيس الجمهورية جاء واضحا سلسا لا يشوبه أدنى شك، «لا مساومة على الهوية».
الذين يريدون النيل من الجزائر، ما أكثرهم في هذا الوقت العصيب، فئة لا تزال تحمل حقد أجدادها ممن كانوا يشتغلون عند المعمرين « الكولون «، من الحركة و»القومية»، وأعمالهم وضغائنهم لا تزال محفوظة ومحفورة في ذاكرة الوطن، لن تنسى، ولن تمحى بالتقادم مهما طال الزمن ام قصر، وأن أية مراهنة للاستيلاء على خيرات البلاد، وممارسة أسلوب العصابة، لن يكون له اي اثر في ملامح الجزائر الجديدة، لذلك فان عهد الامتيازات والخيرات لفئة دون أخرى قد ولى، والدعم الاجتماعي سيكون القاسم بين كل الطبقات دون تمييز.
الشللية انعتها تبون بـ « الخبارجية « متواجدون في عدة مؤسسات إعلامية، وفي الأحزاب المجهرية، يمثلها منتخبون أكثر تطرفا، وفي الحركة الجمعوية التي تتلقى مساعداتها من السفارات الاجنبية وهي مرجعهم الأعلى، يقدمون لها تقاريرهم المغلوطة حول الوضع العام في البلاد، وهو نفس الدور الذي قام به أجدادهم بالأمس إبان الثورة، لذلك تجدهم يسارعون الى إرضاء عرابيهم، بكل ما يملكون من خبث وتشكيك في باطن الأمة، يتلقون الإيعاز من دوائر الشر المعروفة، ينفثون سمومهم محاولين بذلك فرض منطقهم على الغالبية الصامتة.
ظلت هذه الفئة تمارس أساليبها الحقيرة مستغلة، منصات التعبير المنتشرة في الوسائط الرقمية، والظهور عبر القنوات المعروفة بعدائها للجزائر، في محاولات لتشويه الإصلاحات التي بدأت تطفو على المشهد السياسي، الاجتماعي والاقتصادي، لان ديدنها في كل مرة هو التذلل والتدلل، معتمدة نظرية المساومة، للاحتفاظ بالفضاء الوطني كمنطقة نفوذ تقليدي وتاريخي لكهنة المعبد المغلوب على أمره، مع عدم التفريط فيه، فهي تدرك يقينا ان نجاح المرحلة، مرتبط بحركة تحرر في الوعي بدأت ملامحها تظهر للعيان، المواطن فيها فاعل، لا مفعول به.