كلمة العدد

الكل يغني «اسندو»... لينام «إيدير»

بقلم: حبيبة غريب
03 ماي 2020

رحل إيدير «النجم» القبائلي الذي جعل من تهليل «اسندو» الذي كانت تغنيه أمه له وهو طفل، أغنية عالمية تداولها بعده الكثير من المطربين من الجزائر والعالمين الغربي والعالمي؛ أغنية من التراث القبائلي الجزائري، ألبسها ببراعة إحساس الطفل بالأمان وبحنان الأم وتحدث فيها عن تقاليد المرأة الأمازيغية، وصمودها في تأدية واجباتها اليومية في صمت وتفان، وكيف تصنع من الحليب «زبدة» لذيذة بقي مذاقها عالقا طويلا في ذاكرته.
اختار «إيدير»، الذي اعتاد على الشهرة والأضواء وبريق نجمه في كل الحفلات 03 ماي، الموافق لليوم العالمي لحرية التعبير، ليرحل... دافعا بكل وسائل السلطة الرابعة ورواد منصات التواصل الاجتماعي إلى الحديث عنه وعن مسيرته الفنية الطويلة الرائعة. وكأن الستار يستدل على عطائه الفني وسط الهتافات والتهليلات والإشادات بما قدمه للفن الجزائري الأصيل خاصة وللأغنية العالمية عامة.
رحل من حلّق الأغنية القبائلية الجزائرية إلى فضاء العالمية وجعل للأدب الشفاهي الأمازيغي، موسيقى وألحانا كانت بطاقة مرور له إلى الكثير من الثقافات الأخرى.
عزف وغنى وفتح المجال للكثير من الفنانين لمشاركته الفرح؛ فرحة إمتاع الجمهور، كما شارك لغته الأم مع العربية ولغات أجنبية أخرى في «ديوهات» خالدة.
بساطة أغانيه وعذوبة ألحانها، كانت كالحوار بين الحضارات والواصل بين الجزائري الآخر، حمل رسالة قومه إلى العالمية وسلط الضوء على جمال المجتمع الأمازيغي وثراء موروثه الشعبي الضاربة جذوره في عمق التاريخ.
وداعا إيدير، الذي بعث الأساطير القديمة من جديد إلى الذاكرة الفنية وجعل من الفتاة البارّة بوالدها تتخطى خوفها من «وحش الغابة».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024