تنتشر «عادة» مؤسفة ومحرجة في آن واحد عند التجار، والمتمثلة في عدم احترام رغبة المستهلك في الكمية التي يحتاجها والتي تتفق مع ميزانيته، حيث أننا نلاحظ من حين لآخر «ضحايا» الحيلة عند تجار الخضر والفواكه عندما يطلب زبون كلغ من فاكهة معينة، خاصة إذا كان سعرها مرتفعا نوعا ما، فيقوم التاجر برفع كمية كبيرة وهو يعلم أنها تفوق «المطلوبة»، مخاطبا زبونه أنني «جهزت» كيلو ونصف بهذا السعر..؟ وتكون متبوعة بكلمة «ماعليهش»..
هنا يختلف رد فعل الزبون، في القبول أو الرفض.. لكن في كل الحالات يكون الإحراج كبيرا، لا سيما في وجود زبائن آخرين أمامه.. أمر واقع.
هذا يعني أن عدم الاحترام يظهر جليا بهذا التصرف من التاجر الذي يسعى بكل الطرق لبيع سلعته، ولا يبالي بـ»جيب» الزبون.. هذا الأخير قد «يضحي» بمنتوج آخر كان يخطط لشرائه حسب ميزانيته، لولا هذا التصرف غير اللائق من التاجر.
وتكون «الخسائر» أكبر في مثل هذه الحالات عند الجزار، عند طلب زبون شراء كمية قليلة تكفي لإعداد طبق «الشربة» حتى نرى صاحب المحل يأتي بقطعة كبيرة ويقول للزبون «مانقدرش نقطعها»؟.. للأسف الشديد، يقوم الزبون بمغادرة المحل أو دفع المبلغ «الكبير» فوق طاقته «المالية».. في إحراج كبير أمام الناس.
وكلنا يعرف أن الظروف المالية للعديد من الناس تأثرت بظهور جائحة كورونا، لا سيما الذين يكسبون من العمل اليومي...
لذا، نتمنى أن تختفي مثل هذه التصرفات التي تؤثر على عملية «البيع» وتجعل الزبون في نرفزة كبيرة ضمن مواقف يمكن تفاديها.. علما أن الزبون من حقه شراء الكمية التي يريدها، وليس تلك التي يحددها التاجر.. لأن ظروف الناس تختلف، وكل واحد يسير حسب إمكاناته من جهة، ومن جهة أخرى فإن رب الأسرة يحاول تسيير ميزانية رمضان بشكل دقيق لتوفير ما يلزم لعائلته طيلة الشهر.