من بين المبادرات الجيدة التي اتخذت والجزائر تجابه على غرار دول المعمورة، خطر فيروس كوفيد 19، وتدابير الحجر الصحي الوقائي منه، تلك المتعلقة بالبرامج الثقافية الافتراضية التي أطلقتها كل المؤسسات الثقافية الفكرية والفنية التابعة للوزارة.
برامج تتضمن عروضا للمسرحيات والأفلام والنقاشات الفكرية والأشرطة الوثائقية وكذا الجولات الافتراضية للمتاحف الوطنية وبعض المعالم الثقافية. كلها موجهة للتخفيف على العائلات الجزائرية من الضيق أو الملل الذي ينتج جراء الحجر الصحي المفروض لسلامتها.
وتبقى المسابقات الفكرية والفنية التي تطلقها هذه المؤسسات الثقافية لفائدة الأطفال هي الفقرة النوعية في هذه المبادرات، كونها تصب في ترفيه وتثقيف الأطفال وتشجيعهم على تحمل الوضع، من خلال إطلاق العنان لمواهبهم في الرسم والكتابة والشعر والموسيقى والتمثيل وغيرها من الفنون.
لكن ما يعاب على معظم هذه المسابقات التحفيزية هي أنها تتشارك قاسم المحتوى وتدور جلها حول « الفيروس وكيفية الوقاية منه» وأن يكون الموضوع جد هام، لكننا بهذا الشكل لا نخرج الطفل أبدا مما هو فيه، بل نجعله يركز أكثر على السبب الرئيسي في بقائه في البيت، مع العلم أن كل ما تقدمه القنوات الفضائية من أخبار وإشهار تحسيسي وكل ما ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي باق يدور حول الفيروس وخطره وسبل الوقاية منه ....
قد يكون أجدر، لو وجهت مواضيع هذه المسابقات لتفعيل مخيلة الطفل وجعله يكتب ويرسم حول الطبيعة والخير، والجمال، ومستقبل الناشئة، وكيف نبني الغد، وما يمكن أن نغير في واقعنا من أجل تعميم السلام، والعيش في محيط نظيف يسعى الكل فيه للمحافظة واحترام البيئة والطبيعة والتحلي بالإنسانية والخير والقيم النبيلة. فلما لا نجعل من هذه المسابقات فضاء يتحرر من خلاله الطفل من الحجر الصحي بخياله وعبر موهبته....