تحدث المختصون في كل المجالات من اجل التحسيس بالخطر الداهم على عتبة كل بيت، اتفقوا جميعهم على ضرورة البقاء في المنزل حتى تمر هذه المأساة الإنسانية بأخف الاضرار الممكنة، لأنها لن تترك أحدا ولن تكون لها معايير محددة لاختيار ضحاياها، فمعها سقطت الحظوة والمراتب الاجتماعية والمناصب، كورونا الفيروس التاجي الذي رفض السماح لأي كان أن يضع تاجا امامه لأنه الوحيد المسموح له بذلك.
كورونا تعرت امامها الإنسانية والتغني بالتحضر وبالاتحاد الاوروبي الذي كشف عن انانية الانسان عندما يجد نفسه مهددا بالموت، لأنه في تلك اللحظة سيضحي بالأضعف ليحيا هو، هكذا فعلت دول الاتحاد الاوربي بإيطاليا التي تتهاوى امام الفيروس، والتقيد بالصرامة في تطبيق الإجراءات الوقائية المتخذة، يبعد شبح الكارثة، لان الامر لا يتعلق فقط بالإمكانيات الطبية والصحية فإصابة المئات في يوم واحد تعجز امامها اقوى الأنظمة الصحية.
لذلك يكفي ان نلتزم البيوت بيوتنا وتكييف الحياة وتطبيق الحجر المنزلي بصفة ارادية، والتمكن من بلوغ النتائج المرجوة من الحجر المنزلي تكفي جرعات مركزة من الوعي تتوحد فيها جهود الجميع، مع الدخول في حالة من الهلع الذي جعل الشك يسيطر ولعل الكثير يحاول تجاوز المسألة لكن دون جدوى.
أعطت «كورونا» درسا قويا في الموت لكن اغلب الناس لا يعي انها فرصة لتصحيح الذات وتطهير النفس من عيوبها التي حولت الكثير إلى أداة للظلم والقسوة، أعجب من أولئك الذين يعكفون على استعمال المطهرات والمعقمات لكن ينسون معقم النفس الذي لا يحتاج الى مال أو جاه لينتقل الخوف على النفس إلى خوف على الآخر وهي المعادلة الصعبة التي ستمكن من استجماع القوة في مجابهة المستجد العالمي.