أين الجزائر اليوم من رقمنة المكاتب ووضع المنصات الرقمية التي تجمع شتى الإصدارات و الكتب العلمية والأدبية و المخطوطات وغيرها من الإنتاج الثقافي و العلمي وتتيح الولوج إليه من خلال شبكة الانترنت، وهل الإمكانيات والوسائل التقنية متاحة اليوم في الجزائر من اجل التحكم في رقمنة المخزون المكتبي، خاصة الصادر باللغة العربية؟
هي نقاط تطرق إليها أمس المشاركون في الندوة الوطنية حول: «دور المكتبات الرقمية في نهوض بالمحتوى الرقمي باللغة العربية» التي نظمها المجلس الأعلى للغة العربية بالمكتبة الوطنية الجزائرية الحامة.
الندوة التي تضمّنت جلستين علميتين وورشة كانت مناسبة للتطرق لتجربة الجزائر الفتية والمتأخرة في هذا المجال، والتي بدأت لحد الساعة على مستوى بعض من الجامعات والمكتبات في انتظار تجسيد مشاريع كبرى من شأنها يتدارك التأخر وتضع الجزائر في مصاف الدول التي اعتمدت الرقمنة وتحكّمت فيها.
ويعتمد المجلس الأعلى للغة العربية العديد من المشاريع في هذا الصدد، الهدف منها يقول رئيسه أ - د صالح بلعيد:
«تقريب القارئ البعيد جغرافيا من المكتبة وتوسيع نطاق الاستعمال، على أن توجد منصات ذكية بإمكانها رقمنة مكتبة المجلس إعلاء للغة العربية بالدرجة الأولى».
ومن بين المشاريع التي يتبناها حاليا المجلس يضيف د - بلعيد «وهي حاليا قيد التشغيل: منصة معجم الثقافة الجزائرية التي ينجزها المجلس مع فريق تقني من وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية والتكنولوجيات والرقمنة، إلى جانب مشروع «موسوعة الجزائر» الذي تم الانتهاء من تجهيزه الأسبوع الماضي، وفي انتظار الموافقة على منصة رقمية له».
وأشار رئيس المجلس أيضا إلى مشروع «رقمنة مصلحة المخوطات الجزائرية» التي وضعت بالتعاون مع المجلس الإسلامي الأعلى وتحمل اسم «معلمة الجزائر»، والتي تضم حاليا 12000 عنوان وهو المشروع الذي يحتاج هو الآخر منصة رقمية كي توضع كل المادة المجمعة تحت تصرف الباحثين والقراء والمهتمين بهذا المجال».
ويبقى رهان المجلس يقول د - بلعيد: «خاص بالمحتوى الرقمي وإمكانية إنزاله وتوفيره على الشبكة العنكبوتية بهدف: «إتاحة الخدمة المكتبية 24 ساعة على 24 ساعة وعلى مدار الأسبوع، تقريب المكتبة الافتراضية وإتاحة الكتاب لطالبه بغض النظر عن البعد الجغرافي، إنتاج أشكال مختلفة من الملفات للمصدر الواحد، توصيل المعلومات للمستفيد دون التدخل البشري تغيير استخدام الأشكال المتهالكة والتالفة لمحتويات المكتبات التقليدية وكذا حفظ وصيانة المجموعات ضد التلف والكوارث والفقد، هذا مع التركيز على تحفيز استعمال اللغة العربية».