يلعب اليوم بداية من الساعة الثالثة بعد الزوال بالتوقيت الجزائري «النهائي الصغير» الذي سيجمع المنتخب البلجيكي بنظيره الإنجليزي في اللقاء الذي سيحتضنه ملعب «كريتوفسكي» بمدينة «سان بيترسبورغ» الروسية، في مباراة تضميد الجراح للمنتخبين ومحاولة خطف المركز الثالث في الترتيب العام لكأس العالم بروسيا 2018، بعدما تم إقصاءهما على يد المنتخبين الفرنسي والكرواتي على التوالي.
المنتخب البلجيكي الذي كان مرشحا فوق العادة للتتويج باللقب العالمي الأول في خزائنه بعدما فاز بالمباريات الخمس الأولى التي خاضها، سيدخل هذا اللقاء بنية الفوز وإنهاء المونديال على الأقل في المركز الثالث في الترتيب العام النهائي لأول مرة في تاريخه، بعدما بلغ الدور النصف نهائي في مناسبة وحيدة في تاريخ مشاركاته بمناسبة مونديال مكسيكو 1986، وفشل في اقتطاع ورقة التأهل للمباراة النهائية آنذاك، أين نشط المباراة الترتيبية وقتها ضد غريمه الأزلي المنتخب الفرنسي وانهزم بأربعة أهداف لهدفين لينهي المنافسة في المركز الرابع، وهو المركز الذي لا يريد رفقاء القائد «إيدين هازارد» أن يحتلوه في نهاية مشوارهم في كأس العالم بروسيا التي لم تنصفهم وأدارت للجيل الذهبي البلجيكي ظهرها.
وسيشرك الطاقم الفني المتعدد الجنسيات للمنتخب البلجيكي التشكيلة المعتادة التي خاضت اللقاء النصف نهائي، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن المسؤول الأول على العارضة الفنية «روبيرتو مارتينيز» يأخذ اللقاء بجدية كبيرة، ويبحث عن إنهاء المونديال بفوز يعيده للسكة الصحيحة ويرفع معنويات اللاعبين الذين سيحققون بذلك أفضل مشاركة بلجيكية في تاريخ مشاركاتهم في دورات كأس العالم.
في الجهة المقابلة، سيكون المنتخب الانجليزي الذي خيب الآمال، في مباراة النصف النهائي أمام المنتخب الكرواتي الذي تمكن من تعديل النتيجة في وقت حساس على الأسود الثلاثة وقاده إلى الوقت الإضافي وتغلب عليه بإضافة الهدف الثاني، سيكون أمام حتمية الفوز لإنقاذ مشاركته المميزة التي أعادت كرة القدم الإنجليزية للواجهة خلال هذه المنافسة.
وسيدخل رفقاء القائد «هاري كاين» هذا اللقاء بنية الفوز رغم التعب البدني الذي سيطاردهم، هم اللذين لعبوا نصف النهائي ضد كرواتيا الأربعاء الماضي بمدة 120 دقيقة، ضف إلى ذلك خسروا يوما في الاسترجاع مقارنة بالمنتخب البلجيكي الذي لعب مباراته ضد فرنسا متقدما بـ 24 ساعة.
وينطبق المثل الذي يقول «المشاكل لا تأتي فرادى» على المنتخب الإنجليزي، حيث أكدت تقارير إعلامية بريطانية أن كل من (تريبير وكايل والكر وجوردان هوندرسون) الذين تألقوا خلال المباريات الـ 6 التي ظهر فيها المنتخب الإنجليزي في هذا المونديال، قد يغيبون بنسبة كبيرة عن اللقاء الترتيبي ضد بلجيكا، بعدما استبدل الأول خلال الشوط الإضافي الثاني من اللقاء ضد كرواتيا بسبب إصابة في الفخذ، فيما خرج الثاني والثالث في الوقت الإضافي بسبب معاناتهم من الإرهاق البدني، وهو الأمر الذي سيؤرق المدرب «غاريث ساوث غايت» من أجل تشكيل تعداده للإطاحة بالبلجيكيين، أولا لخطف المركز الثالث في هذا المونديال، بعدما فشل جيل «روبي روبسون» الذي عجز عن إنهاء مونديال إيطاليا 1990 في المركز الرابع في اللقاء الترتيبي ضد البلد المنظم والذي انتهى بنتيجة ( 2 – 1 )، وثانيا للثأر من هزيمة المباراة التي جمعت المنتخبين خلال مباراة الجولة الثالثة من الدور الأول التي غاب فيها نجوم المنتخبين بعدما ضمنا التأهل مبكرا.
النهائي الصغير، سيتخلله نهائي آخر بين القائد الإنجليزي «هاري كاين» هداف كأس العالم بروسيا بـ 6 أهداف ووصيفه الدبابة البلجيكية «روميلو لوكاكو» الذي توقف تعداده عند الهدف الرابع، وهو اللقاء الذي سيعمل فيه الطرفان على إنهاء كأس العالم على الأقل ولقب الحذاء الذهبي بين أيديهم، خصوصا أن باقي منافسيهم على اللقب غادروا المنافسة في الأدوار السابقة، ما عدا إذا تمكن الثنائي الفرنسي «أونطوان غريزمان» و»كيليان مبابي» من تسجيل ثلاثية في اللقاء النهائي ضد كرواتيا يوم غد بروسيا لمعادلة رقم «كاين».