مناظر خلابة تأخذ الألباب
تحوّلت شلال كفريدة مع حلول فصل الصيف، إلى قبلة واسعة للعائلات الجزائرية، بحثا عن الراحة وسط المناظر الخلاّبة التي تتميز بها هذه المنطقة، التي تقع على ارتفاع يتراوح الـ 50 مترا، والمشهورة بمياهها التي تتدفق على شبه بحيرة بقطر يقارب الـ 20 مترا، وهوشلال من أطول شلالات الجزائر وأغزرها ماءً. «الشعب» زارت الشلالات وتعرض أدق التفاصيل في صيف ساخن غير مسبوق.
تقتصر السّياحة في ولاية بجاية على شريطها الساحلي الذي يبلغ طوله 110 كلم، حيث يمكن للمصطافين الاستمتاع بالشواطئ الـ 33 المفتوحة للسّباحة، والمواقع الساحرة الأخرى التي تستقطب آلاف السّياح سنويا. بالإضافة إلى شواطئها ذات الرمال الذهبية، التي تقع غالبيتها بالساحل الشرقي وخلجانها الصغيرة الصخرية بالساحل الغربي، نجد شلاّلات كفريدة التي يقطع جمالها الأنفاس والتي اشتق اسمها من العبارة اللاتينية ‘أكوا فريجيدا’ التي تعني المياه المنعشة.
يقع شلال كفريدة ببلدية تاسكريوت، على بعد 50كلم شرق المقر الإداري لبجاية، ويستقبل هذا المعلم السياحي العجيب، الذي يمكن بلوغه بالمرور بالطريق الوطني رقم 09 باتجاه خراطة، هذه الأيام عددا كبيرا من السّياح، يقصدون المكان فرادى أومع عائلاتهم أوضمن إطار منظّم على سبيل الرّحلات التي تنظّمها مختلف الجمعيات. «الشعب»، نقلت انطباعات بعض السيّاح الذين أبدوا اعجابهم بهذا المنظر الساحر الذي يزيل عنهم أتعاب سنة من الكد والعمل.
كميلية من مدينة ليون الفرنسية قالت لنا: ‘السّياح يأتون للتمتع بمشاهدة منظر المياه وهي تنحدر من أعالي الجبل الصّخري، الذي يطلّ على منطقة تاسكريوت، أما بالنسبة للأشخاص الذين لم تسنح لهم فرصة زيارة هذا المكان، والذين يتساءلون عما له من مزايا ليصبح أحد الوجهات السياحية الأكثر شعبية لدى المصطافين، فمن الجدير إخبارهم أن ما جعل من هذا الموقع أحد المعالم السياحية بامتياز، معطيات كثيرة، أوّلها مياه الشلال العذبة المنعشة التي تنبع من منبع طبيعي لا يجفّ طوال السنة، مياه تنبثق من جبال تاسكريوت، وتتساقط على ارتفاع يفوق 50 مترا لتنصب في حوض طبيعي تحيط به صخور.»
أضافت كميلية « لكن هذا ليس كلّ شيء، فهذا المسبح حيث تتساقط المياه الجبلية، واقع وسط غطاء نباتي ثري يميز منطقة البحر الأبيض المتوسط، ما يضفي على المكان رونقا وجمالا ويمنحه ديكورا من بين أكثر الديكورات غرابة، ومن بين النباتات التي تحيط بهذا الحوض الذي صنعه تدفق المياه من أعالي الجبال على مرّ السنين، نجد نبات السّرخس ونبات الدفلى والبوص وأشجار الحور وشجيرات بّرية أخرى، ما يعني أن جمال الطبيعة التي تحيط بهذا الموقع الخلّاب والجوّ المنعش والهدوء، السائد فيه من بين العوامل التي تساهم في انجذاب الزوار إليه».
من جهته، اعترف لنا ربّ إحدى العائلات بافتتانه بالمكان، قائلا، ‘لقد قمنا بالكراء في أوقاس من أجل قضاء بعض أيام العطلة، ولكننا قرّرنا التنقل إلى تاسكريوت لزيارة هذا الموقع الخلّاب، والذي تمّ إدماجه ضمن الوجهات السياحية، التي تعرض كلّ سنة على زوّار الولاية الذين يأتون من المناطق الجنوبية والداخلية للوطن، في إطار التبادلات بين الشمال والجنوب، لم يكن محض صدفة.
كما تمثّل هذه الفترة من السنة بالنسبة لشباب البلدية، فرصة لا تُعوّض لربح بعض المال وذلك عن طريق، فتح محلّات تجارية على طول الطريق المؤدية إلى شلال كفريدة، محلّات يبيعون فيها منتجات محلية، سواء تعلق الأمر بأغراض تقليدية أوأواني فخارية أوأغراض تذكارية أوفواكه موسمية على سبيل العنب والإجاص والتّين والتّين الشوكي.