«الجزائر واحدة وموحدة أرضا وشعبا» إنها العبارة التي تستوقف كل متفحص لمجلة «الجيش» شهر جويلية التي جاءت محملة بمواضيع ثرية متنوعة تجيب للمرة الألف المتطاولين والذين لم يهضموا الاستقلال الوطني بأن السيادة خط أحمر وبأن الاستقرار الوطني غير قابل للمساس والمساومة.
ما يؤكد هذا الموقف المعبر عنه من أعلى قمة في الهرم السياسي والمجدد في كل مناسبة ومواعيد آخرها رسالة رئيس الجمهورية وزير الدفاع الوطني القائد الأعلى للجيش عبد العزيز بوتفليقة في عيد الحرية التي تضمنتها المجلة مفصلة. وهي رسالة بقدر ما تعود بالذاكرة الجماعية إلى الوراء وترسم معالم دولة المؤسسات رهاناتها وتحدياتها، تؤكد بالملموس أن استقلال الجزائر لم يأت دون ثمن باهض دفعته الأجيال تلوالأجيال في مواجهة الغزوالاستعماري.ولا زال النضال مستمرا متخذا أساليب أخرى وأدوات أخرى لغاية واحدة:صيانة الجزائر المستقلة وتامين موقعها معززة مكرمة في الخارطة الجيواستراتيجية الدولية بثوابتها ومتغيراتها.
النضال المتواصل يؤديه الجيش الوطني الشعبي باقتدار وجاهزية لمواجهة التهديدات والطوارئ تثبته مختلف التقارير اليومية الواردة عن حصيلة نشاط الوحدات المرابطة بالحدود والتمارين التي تنظم هنا وهناك وما تتولاه مدارس التكوين العسكرية في تخرج إطارات ونخب تعزز وظائف مصالح الجيش وتقوي ادائها وتسيير منشآتها وأجهزتها. هذه الدفعات نالت الحيز الأكبر من التغطية الإعلامية لمجلة الجيش التي تعرف التنوع والثرى شكلا ومضمونا محافظة على تقاليدها وخطها وفية لألوان الجزائر الثلاثة: الأخضر، الأحمر والأبيض.
«الجيش» التي ترصد نشاط المؤسسة العسكرية ورؤيتها الاستشرافية حرصت من خلال المواضيع المنشورة على إبراز حقائق ثابتة لا تقبل التنازل، منها ايلاء أهمية قصوى لتامين الحدود الوطنية وفقا لاستراتيجية متكاملة ومقاربة شاملة سطرت وتجسد على ارض الواقع وفق تقاسم وظيفي لا يقبل باي خلل ولا يسمح باي اختلال.
توقفت المجلة عند هذه النقطة بالذات في افتتاحية أبرزت عبرها معنى الاحتفالية بعيد الاستقلال ودلالتها في ظرف خاص تعيشه البلاد بمحيط مضطرب مهتز يفرض التلاحم، الحيطة والحذر.ويطالب باعتماد قاعدة الاتصال والتواصل بين المؤسسة العسكرية والشعب. وهي مسالة ما انفك الفريق ڤايد صالح نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش يرافع من اجلها وجددها خلال تخرج دفعات بالاكاديمية العسكرية لشرشال مؤخرا.
على هذا الدرب سارت المجلة ومن هذه الزاوية أعطت تحليلها ونظرتها للاستقلال الذي جاء ثمرة نضال وتكاتف قوى وشرائح مجتمع قررت التخلص من استعمار استيطاني والانطلاق في بناء جزائر الحرية وتشييد مستقبلها الوضاح. وكان الجيش احد اهم القوى التي أوكلت لها مهمة التكفل بقهر العدووالدفاع عن السيادة والبناء الوطني اعتمادا على استقلالية قرار، متمسكا بمهامه الدستورية وفيا لادائها على أكمل وجه، عازما على ان تبقى الجزائر شامخة مهما اشتدت التحديات وكبرت الرهانات.