طباعة هذه الصفحة

إجراءات وقائية يتوجّب اتّخاذها

موجة الحر لم تمنع المواطنين من مزاولة أشغالهم بورقلة

ورقلة: إيمان كافي

تسجّل درجات الحرارة بورقلة منذ دخول فصل الصيف فعليا ارتفاعا قياسيا توضّح من خلال إصدار عدة نشريات جوية خاصة تضمنت تحذيرات لاتخاذ تدابير وإجراءات وقائية في مرات عدة على التوالي كانت آخرها النشرية الخاصة التي صدرت عن الديوان الوطني للأرصاد الجوية.

على الرغم من درجات الحرارة التي تعرفها هذه المناطق من الوطن إلا أن ذلك لم يمنع المواطن بورقلة من مزاولة أشغاله، واستغلال ساعات الصباح التي تسبق فترة الظهيرة المعروفة ببلوغ درجات الحرارة مستوياتها القصوى، إذ تسجل حركية عادية للمواطنين الذين يتنقلون لقضاء حاجياتهم في الأسواق والمحلات التجارية، وأيضا التقدم لطلب خدمات إدارية عبر عدة مؤسسات عمومية.
وفي ظل هذه الظروف يتنقل العمال بصفة يومية ومنتظمة لأداء مهامهم بشكل عادي وبضمان لاستمرار الخدمة العمومية، وإن كانت فترة الظهيرة تسجل تراجعا نسبيا في حركة المواطنين وتفرض حضر التجوال الذي تكرسه عدة مظاهر مرصودة بشكل يوميا بوسط عاصمة الولاية على غرار قلة أعداد المحلات التجارية المداومة في نفس الفترة من اليوم وأيضا سيارات الأجرة وحافلات النقل الحضري.   
وتفاديا لخطورة موجة الحر الشديدة التي تشهدها المنطقة، فإن المصالح الصحية في حالة تأهب تام ككل موسم حر لتجسيد البرنامج الوقائي الذي يجري تنفيذه بالتنسيق بين الوزارة الوصية والولاية ومصلحة الوقاية، كما تؤكد ذات الجهات على ضرورة اتخاذ المواطنين كل التدابير الوقائية.
 وفي هذا السياق، أوضح الطبيب العام بمصلحة الوقاية بمديرية الصحة والسكان بورقلة طارق هشام مداني في حديث لـ «الشعب»، أن العديد من التدابير الوقائية تنصح بها ذات المصالح وأهمها، تجنب التعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة والاحتماء داخل المنازل والأماكن المظللة والابتعاد عن العمل الشاق تحت أشعة الشمس، بالإضافة إلى الإكثار من شرب الماء والسوائل الصحية وكذا الاهتمام بالحفاظ على رطوبة الجسم تفاديا لأي مضاعفات صحية قد يخلفها التعرض لأشعة الشمس الحارقة على غرار حالات الإغماء والغثيان وارتفاع درجة حرارة الجسم، التشنج العضلي والتعرق والتعب الشديد، الصداع والصرع، التعرض للجفاف خاصة بالنسبة للرضع والمسنين.
وأشار الطبيب إلى أن ورقلة لم تسجل لغاية اليوم أي حالة وفاة بسبب التعرض لضربة الشمس.
تجدر الإشارة إلى أن الكثير من الأمور تنجر عن شدة موجة الحر التي تشهدها ذات الولايات من جنوب الوطن على غرار ورقلة، من أهمها حالات التسمم العقربي والتي تسجل ارتفاعا في عددها بالمقارنة مع بقية الفصول.
 وبهذا الصدد قال ذات المتحدث أن العديد من التدابير الوقائية الواجب اتخاذها تفاديا لتسجيل حالات تسمم عقربي تتطلب ضرورة رفع النفايات بشكل دوري من أمام المنازل، وكذا مخلفات البناء والردم والقضاء على المفرغات العشوائية، والحرص على ترميم المنازل وصقل ثقوب الجدران باعتبارها أماكن قد تتخذها العقرب كبؤرة من البؤر للعيش والتكاثر فيها مما قد يشكل خطرا كبيرا على الإنسان.
العديد من التحذيرات تطلقها مصالح الصحة في كل سنة لتفادي تسجيل حالات خاصة الخطيرة منها أوحالات أخرى قد تودي بأصحابها إلى الموت بلسعة عقرب خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من مضاعفات صحية أوأمراض مزمنة ومن أبرزها عدم التأخر في التقدم إلى مصالح الاستعجالات عبر المؤسسات الاستشفائية العمومية والعيادات المتعددة الخدمات الأقرب بالنسبة للمتضرر من أجل أخذ مصل ضد التسمم العقربي والقضاء تدريجيا على مفعوله.
من هنا أضاف الدكتور طارق هشام مداني أن تربية الحيوانات الأليفة كالدجاج والقطط المفترسة للعقارب تمثل أحد الحلول الممكن اعتمادها لمكافحة هذه الحشرة السامة بالإضافة إلى تفادي المشي بدون أحذية وضرورة إصلاح الإنارة العمومية في الأحياء السكنية باعتبار البعض يفضل الخروج في الفترة الليلية خلال فصل الصيف نظرا لطبيعة المناخ الصحراوي الذي يسجل ارتفاعا في درجات الحرارة نهارا.
هذا وأكد على أهمية تفعيل عملية جمع العقارب بالتنسيق مع الجمعيات المحلية المختصة في هذا المجال لأجل تحقيق فعالية أكبر في الحماية من التسمم العقربي ومجابهة أخطاره.