تختتم اليوم فعاليات الأبواب المفتوحة على الأكاديمية العسكرية لشرشال الرئيس الراحل هواري بومدين لفائدة الجمهور العريض والمترشحين للامتحانات الرسمية الراغبين في الالتحاق بالجيش الوطني الشعبي على وجه الخصوص، وهي التظاهرة التي تنظمها الأكاديمية سنويا لغرض عرض مختلف نظم و مناهج التكوين بأقدم وأعرق مؤسسة عسكرية بالجزائر على مدار 3 أيام.
وكانت فعاليات التظاهرة قد افتتحت يوم أمس لفائدة الاعلاميين والجمهور من طرف القائد المساعد للأكاديمية اللواء بلقاسم بوعافية، بحيث تمّ عرض شريط وثائقي يبرز أهم الهياكل العلمية و العسكرية القائمة بأقدم قلعة عسكرية بالجزائر بمعية مناهج التكوين المعتمدة، والتي تعتمد في أساسها على نظام الألمدي المعتمد أصلا بالجامعة الجزائرية، كما أبرز الشريط أهمية المخابر العلمية الخمسة الحديثة من حيث التجهيز والتأهيل، والتي استفادت منها الأكاديمية مؤخرا ودشّنها مؤخرا نائب وزير الدفاع الوطني قائد أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح، وهي المخابر العلمية التي بوسعها الارتقاء بتكوين الطلبة الضباط الى درجات عليا مستقبلا، مع الاشارة الى كون الزوار ينحدرون من مختلف فئات المجتمع دون تمييز، بحيث أشار أحد اطارات الأكاديمية في تعليقه على الظاهرة الى كون الجيش الوطني الشعبي يجنّد حاليا أشباب الأمة في مستويات متعددة، ومن بينهم الناجحون في إمتحان نهاية المرحلة الابتدائية، الأمر الذي يفسّر الاقبال الكبيير لمختلف الفئات على مؤسسات الجبش لكتشاف مناهج التكوين كلّما أتيحت الفرصة لذلك.
وكان رئيس خلية الايصال والاعلام والتوجيه بالأكاديمية المقدم حمودة سيد علي، قد أشار في معرض اقتتاحه للتظاهرة خلال اليوم الثاني منها الى كونها تندرج ضمن المخطط الاقطاعي للاتصال للأكاديمية لبعسكرية لشرشال الرئيس الراحل هواري بومدين لموسم 2017 / 2018، وتهدف الى تجسيد سياسة الانفتاح على الجمهور والتي تبنتها المؤسسة، مشيرا الى كون قوة وتماسك الجيوش تقاس بمدى التفاف أممها حولها، ومدى تفتحها على مكونات المجتمعات التي نشأت فيها. ومن هنا جاء تنظيم هذه الأبواب التي تعتبر فرصة سانحة للجمهور للوقوف على التطور الحاصل في مختلف المجالات بالأكاديمية، ويقف كشاهد على المستوى الذي بلغه التكوين بها، لاسيما وأنّ القيادة العليا للجيش تركّز كثيرا على هذا العامل المهم في بناء مؤسسة الجيش، وإعداد اطار الغد لمرحلة العمل على مستوى الوحدات والتأقلم مع الطرق العملياتية التي سيواجهها هنا.
ولأنّ التعرّف عن قرب على الأكاديمية يقتضي اكتشاف أهم الهياكل القاعدية المستغلّة لتكوين اطارات الجيش، فقد برمجت قيادة الأكاديمية مسارا توجيهيا دقيقا للزيارات الموجهة لفائدة مجموعات الجمهور التي توافدت بقوة على المؤسسة خلال اليومين السابقين، وتمّ اختيار متحف العقيد محمدي السعيد الذي دشنه فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة سنة 2005 باعتباره وزيرا للدفاع الوطني والقائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو المتحف الذي يستمد منه طلبة الاكاديمية أهم محطات تاريخ الجزائر القديم والحديث بدءاً بالمرحلة النوميدية وانتهاءً بمرحلة ما بعد الاستقلال وتطور الأكاديمية عبر عقود خلت من الزمن، كما تضمّن المسار أيضا مختلف المخابر العلمية التابعة لمديرية البحث العلمي والتكنولوجي التي جهّزت بأحدث الوسائل البيداغوجية والعلمية لغرض تمكين الطلبة الضباط من بلوغ مستوى عال من التكوين في ظروف جدّ مريحة، وهي المخابر التي بوسعها تقوية الرباط الفاصل بين المسارين الأكاديمي النظري والتطبيقي العملي طيلة فترة التكوين، لتنتهي الزيارة أخيرا بملحقة عبان رمضان العريقة التي تشهد على مدار السنة فعاليات التكوين القاعدي المشترك لمجمل الطلبة الضباط التابعين لمختلف المصالح العسكرية قبل أن يوجّه هؤلاء الى مدارسهم المختصة خلال العام الموالي، وهي الملحقة العسكرية التي تركّز في منهجها على إعداد الفرد بدنيا وفكريا وعلميا بصفة شاملة وهادفة قبل تمكينه من مباشرة التخصص المرغوب لاحقا.