شراكة إستراتيجية ضمن «الحزام والطريق»
أعطى مستشار الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي صورة دقيقة عن منتدى التعاون الصيني العربي الذي ينعقد في بكين يوم ١٠ جويلية الجاري.
وقال وزير الخارجية ان المنتدى الذي يفتتحه الرئيس الصيني، ويشارك فيه وزير خارجيتنا عبد القادر مساهل وممثلو ٢١ دولة عربية يعد حدثا بارزا في العلاقات بين الصين والعرب لأنه يدخل في إطار «الحزام والطريق».
يرجع التواصل بين الصين والدول العربية إلى زمن بعيد، ويعد نموذجا يحتذى به، على مدى ٢٠٠٠ سنة تواصلت الأمتان الصينية والعربية بشكل مستمر برا وبحرا، واستفادت الحضارتان الصينية والعربية من بعضهما البعض، حتى أصبحتا نموذجين مشرقين، منذ منتصف القرن الماضي، تضامن الجانبان الصيني والعربي بإخلاص في نضالهما من أجل التحرر الوطني، وتبادلا الدعم في مسيرتهما لبناء الوطن، مما جعل آيات جديدة للصداقة والتعاون، في عام ٢٠٠٤، تأسس منتدى التعاون الصيني العربي، الذي يجعل العلاقات الصينية العربية تتقدم بـ«المحرّكين» الثنائي والجماعي، ويدفع التطور المتسارع للتعاون بين الجانبين في كافة المجالات.
أشار الرئيس شي جينبينغ بنظرة شاملة إلى أن الصين والدول العربية، شريكا التعاون الطبيعيين في بناء «الحزام والطريق»، فيجب على الجانبين تكريس روح طريق الحرير المتمثلة في السلام والتعاون والانفتاح والشمول والاستفادة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك، بما يزيد القواسيم المشتركة للأمتين في طريقهما إلى النهضة، بفضل التوجيه والإرشاد والدعم من قادة الجانبين، صار للعلاقات الصينية العربية مشهدا جديدا.
خلال السنوات الأربع الماضية، حقق الجانبان الصيني والعربي نتائج مثمرة في التواصل والتعاون المتمحورين حول «الحزام والطريق»، وسجلا نقاطا ساطعة كثيرة.
خلال السنوات الأربع الماضية، تكثف التواصل الرفيع المستوى بين الجانبين، وفي مقدمته الزيارة الناجحة للرئيس شي جينبينغ إلى الشرق الأوسط وزيارات قادة مصر والسعودية والمغرب وفلسطين للصين، الأمر الذي عزز الثقة السياسية المتبادلة وأبقى العلاقات بين الجانبين في المستوى العالي، وقامت الصين بإقامة أو رفع العلاقات الاستراتيجية مع ١١ دولة عربية، دعمت الصين جهود الدول العربية في استكشاف الطرق التنموية بإرادتها المستقلة وجهود فلسطين لاستعادة حقوقها الوطنية المشروعة. في المقابل، قدمت الدول العربية دعما ثمينا للصين في القضايا المتعلقة بمصالحها الحيوية والهامة.
كما توسعت دائرة التعاون العملي الصيني العربي في المجالات الاقتصادية والتجارية والشعبية، حتى غطت مجالات واسعة، من إطلاق الأقمار الاصطناعية إلى الفضاء إلى زراعة القطن في الأرض، كما ازدادت آليات المنتدى تنوعا، إذ يسير أكثر من ١٠ آليات بشكل فعال، بما فيها الاجتماع الوزاري واجتماع كبار المسؤولين ومؤتمر رجال الأعمال ومؤتمر التعاون في مجال الطاقة، الأمر الذي ساهم في تعزيز التشارك الصيني العربي في بناء «الحزام والطريق» من أبعاد وزوايا مختلفة.
خلال السنوات الأربع الماضية، وبفضل الجهود المتظافرة والخطوات الرائدة والحثيثة من الجانبين، ترسخت معادلة التعاون «٣ + ٢ + ١» المتمثلة في إتخاذ مجال الطاقة كمحور رئيسي والبنية التحتية وتسهيل التجارة والإستثمار كجناحين و٣ مجالات ذات تكنولوجيا متقدمة وحديثة تشمل الطاقة النووية والفضاء والأقمار الإصطناعية والطاقة الجديدة كنقاط اختراق، كما تقدمت على نحو شامل خطط العمل الأربع القائمة على تعزيز الاستقرار والإبداع في التعاون والمواءمة في مجال الطاقة الإنتاجية وتوثيق عرى الصداقة.
بذل الجانبان الصيني والعربي جهودا متواصلة لتعزيز المواءمة بين الاستراتيجيات التنموية، مما دفع التعاون في كافة المجالات لتحقيق تقدم جديد قد وقعت الصين مذكرة تفاهم بشأن التشارك في بناء «الحزام والطريق» مع ٩ دول عربية ووثيقة التعاون بشأن الطاقة الإنتاجية مع ٥ دول عربية. كما قام صندوق طريق الحرير والبنك الآسيوي للإستثمار في البنية التحتية بالاستثمار في الدول العربية. في عام ٢٠١٧، بلغ حجم التبادل التجاري الصيني العربي ما يقارب ٢٠٠ مليار دولار أمريكي، بزيادة ١١٫٩٪ على أساس سنوي، وبلغ حجم الاستثمار الصيني المباشر في الدول العربية ١٫٢٦ مليار دولار أمريكي، بزيادة ٩٫٣٪ على أساس سنوي.