لن تخلد الطبقة السياسية عموما إلى الراحة هذه الصائفة، كونها دخلت في مرحلة الاستعداد تحسبا للانتخابات الرئاسية التي يفصلنا عنها أقل من سنة، وإذا كانت أحزاب الأغلبية قد حسمت في موقفها الداعم لترشح رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، فان الأحزاب المنتمية إلى المعارضة ستعمل جاهدة على ترتيب بيتها والحسم في مرشحها الذي تعول عليه في الانتخابات الرئاسية لسنة 2019 .
ينظم التحالف الوطني الجمهوري جامعته الصيفية مطلع سبتمبر المقبل، فيما اختتمت حركة الإصلاح الوطني طبعتها أول أمس، على أن تواصل الأحزاب تنظيم هذا النشاط الذي يتزامن وفصل الصيف من كل سنة، تكريسا لنشاطها المستمر طيلة السنة، وبما أن الجزائر على موعد مع الانتخابات الرئاسية، فان الطبقة السياسية ستضاعف نشاطها، وستكون الصائفة بنكهة الاستحقاقات.
اعتادت التشكيلات السياسية على تنظيم نشاطات في الصائفة وسمتها بالجامعة الصيفية، تأتي عادة استعدادا للدخول الاجتماعي، كما تندرج في إطار برنامج السداسي الثاني للأحزاب، تحرص من خلالها على التواجد، إما من خلال الجامعة الصيفية مثلما هو الشأن بالنسبة للأحزاب المنتمية إلى التيار الإسلامي، أو من خلال ندوات مثلما هو الشأن بالنسبة لحزب العمال.
ولأن فصل صيف 2018 سيسبق استحقاقات انتخابية بحجم الرئاسيات، فانه سيكون أحر ليس قياسا إلى درجات الحرارة التي ترتفع من سنة إلى أخرى، وإنما قياسا إلى حماس الطبقة السياسية عموما، والراغبين في الترشح لمنصب رئيس الجمهورية على وجه التحديد، وكان الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحىي، قد تنبأ بصيف ساخن لاقتراب موعد الانتخابات.
من جهته، حزب تجمع أمل الجزائر ـ تاج سيكون على موعد مع مؤتمره الوطني مع الدخول الاجتماعي المقبل، الذي سيتميز بتجديد الثقة في شخص رئيسه عمار غول، لاسيما وأنه أعلن عن دعم ترشح رئيس الجمهورية ومناشدته الترشح لعهدة رئاسية جديدة، على غرار جمال ولد عباس الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، وكذا الأمين العام لـ «الأرندي»، أحزاب كلها ستنخرط في حملة من أجل إنجاح مرشحها، في حال استجاب الرئيس بوتفليقة لدعوتهم.