طباعة هذه الصفحة

أذهلت عشاق الساحرة المستديرة وباتت أكبر المرشحين لنيل اللقب

بلجيكا تستفيد من خبرة تيري هنري في كأس العالم

محمد فوزي بقاص

أذهل المنتخب البلجيكي عشاق الساحرة المستديرة عبر العالم، بمستوى تشكيلته العالي جدا وقوة خطوطه الثلاثة المتناسقة والمنسجمة فيما بينها، يتقدمها الخط الأمامي الذي استنبط قوته من هداف المنتخب الفرنسي لكل الأوقات القناص «تيري هنري» الذي يقوم بعمل مميز مع مهاجمي «الشياطين الحمر» الذين ألهبوا شباك منافسيهم بـ 14 هدفا كاملا خلال 5 مباريات خاضوها في مونديال روسيا 2018 لحد الآن.

بلجيكا التي كانت تعد من بين المرشحين خلال مونديال البرازيل 2014 لنيل اللقب العالمي لأول مرة في تاريخها، لم تتمكن وقتها من تجاوز عقبة الدور ربع النهائي، وأقصيت على يد المنتخب الأرجنتيني منشط النهائي ضد المنتخب الألماني المتوج بالطبعة العشرين من المونديال، حيث تمكنت في مونديال السامبا من بلوغ شباك المنافسين سوى في 6 مناسبات وتلقت شباك الحارس «تيبو كورتواه» ثلاثة أهداف من أصل 5 مواجهات خاضها رفقاء «إيدين هازارد» وبنفس التعداد الحالي الذي يخوض مونديال روسيا 2018، لكن «الشياطين الحمر» تحولوا جذريا بعد انتداب صاحب الـ 51 هدفا مع «الديكة» «تيري هنري» بعد يورو 2016 بفرنسا الذي خيب فيه أشبال المدرب الإسباني «روبيرتو مرتينيز» من جديد آمال الشعب البلجيكي في التتويج بأول ألقابه القارية.
المتوج بلقب كأس العالم 1998 مع المنتخب الفرنسي والذي خاض معها 4 بطولات عالمية ونشط خلالها نهائيين، وتوج مع «الديكة» بأربعة ألقاب أخرى اثنان منهما في منافسة بطولة أوروبا للأمم واثنان آخران خلال منافسة كأس القارات، هو الذي ساهم بقوة في تتويجات فرنسا، تحول لمساعد للمدرب الإسباني بعد توقف مسيرته الكروية موسم 2014، وبات من أعمدة الطاقم الفني للمنتخب البلجيكي بشهادة اللاعبين الذين ساعدهم على كسب الثقة التي كانت تنقصهم والخروج من قوقعتهم خلال مونديال روسيا الذي قد يكون تاريخيا لبلجيكا و»هنري» الذي يخوض موندياله الخامس في التاريخ والأول له كمساعد مدرب.
ثمار عمل «تيري هنري» الذي أوكلت له مهمة العمل مع المهاجمين بدأت تظهر، بعد مرور سنة وحيدة من توليه مهمة مساعدة المدرب الإسباني «مارتينيز» وتحديدا بتاريخ الـ 31 من شهر أوت 2017 لحساب الجولة السابعة من التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال الروسي، حين سحق رفقاء الدبابة «روميلو لوكاكو» منتخب جبل طارق بتساعية تاريخية، وضعتهم في السكة وأكسبتهم الثقة في باقي المباريات الرسمية والودية ولم ينهزموا منذ ذلك التاريخ خلال الـ 14 مواجهة كاملة، أين حققوا 12 انتصارا كاملا باحتساب مباريات المونديال مسجلين 48 هدفا بمعدل 3.43 هدفا في اللقاء الواحد.
صاحب الرجل اليمنى السحرية يعمل مع «لوكاكو» ورفاقه منذ سنتين بجدية وصرامة كبيرتين، وهو ما بدا جليا من خلال مباريات الدور الأول من المونديال حين تمكن المنتخب البلجيكي من تسجيل 9 أهداف كاملة خلال 3 مباريات، خاطفين بذلك لقب أفضل فريق في الترتيب العام بالمونديال بأفضل هجوم، ولا زال المنتخب البلجيكي يبهر المتتبعين في خرجاته، آخرها المنتخب البرازيلي الذي أضافه إلى مجموعة ضحاياه سهرة الجمعة، مع تألق كل لاعبي الهجوم ووسط الميدان الذين قدموا مستويات كبيرة.
واعترف جل اللاعبين بأن بلجيكا باتت تتغذى من خبرة الهداف التاريخي للديكة، حيث قال المهاجم القوي «ميشي باتشوايي» بعد المباريات الأولى للمونديال «تيري هنري يعطيني الكثير من النصائح سمحت لي من النضوج والكبر كلاعب كرة قدم»، من جانبه المدافع «تومي ألديروايريد» قال «هنري مهم بالنسبة لنا، يروي لنا الكثير من القصص المتعلقة بسنوات خبرته فوق الميدان مع المنتخب الفرنسي والفرق التي مر بها، وعندما يقول أمرا هو مفيد من دون أدنى شيء، حضوره وخبرته في كأس العالم، كل هذا يؤثر علينا إيجابا، وأؤكد لكم بأنه لا يعمل فقط مع المهاجمين بل يعطينا نصائح كبيرة عندما نعاين المنتخبات المنافسة عبر الفيديو، ويعطينا بعض النصائح تتعلق بنقاط قوة وضعف أي مهاجم قوي سنواجهه وكيفية إيقافه أو مراقبته».
«هنري» القناص الفرنسي الذي قاد «الديكة» للألقاب في العشرية الفارطة، وكان لاعبا مهما في النهج التكتيكي للمدرب «إيمي جاكي» خلال المونديال الذي توج به الفرنسيون منذ 20 سنة، سيكون الثلاثاء المقبل بين المطرقة والسندان في اللقاء الثالث بين المنتخبين في كأس العالم، والذي هذه المرة سيكون فيه الهداف الفرنسي من الجهة المعاكسة، في اللقاء الذي سيجمع المنتخبين على أرضية ميدان «كريتوفسكي» بمدينة سان بيترسبورغ الروسية، أين سيكون في مباراة استثنائية قد تكون مفاتيحها بين أيدي «تيري هنري» هو الذي يعرف خبايا المنتخب الفرنسي ولاعبيه جيدا.