تواصلت أعمال العنف، ليل الخميس إلى الجمعة، في مدينة نانت غرب فرنسا، لليوم الثالث على التوالي، احتجاجا على مقتل شاب على يد شرطي، مساء الثلاثاء. أفادت وسائل الإعلام الفرنسية، أن نيرانا اشتعلت في سيارات عدة في منتصف الليل في حي بيلفو.
أفاد مصدر في الشرطة بأن عددا من السيارات تضرر من جراء حريق في حوالي منتصف الليل، مشيرا إلى أن مجموعة من 20 الى 30 شخصا مقنعين كانوا متواجدين في الحي.
كانت الشرطة الفرنسية قد أوقفت 11 شخصا الخميس، في حي براي حيث قتل الشاب في المنطقة الباريسية في غارج-لي-غونيس من حيث كان ينحدر وحيث اندلعت المواجهات.
قال مصدر قريب من الملف «اعتقل هؤلاء الأشخاص بسبب أعمال العنف وإلقاء مقذوفات ومحاولة إشعال حريق».
أحرقت عشرات السيارات مجددا في أربعة أحياء «حساسة» منها براي، وألحقت أضرارا بمبان عامة منها دائرة شرطة وحوالي 10 محلات تجارية.
طوال الليل تواجهت قوات الأمن مع «مجموعات صغيرة» قبل أن يعود الهدوء عند صباح الخميس، وشوهدت سيارات محروقة كما قالت فرق الإطفاء. وفي غارج-لي-غونيس تعرض الشرطيون للرشق بالمقذوفات والزجاجات الحارقة.
تأتي أعمال العنف هذه إثر مقتل شاب في الـ22 من عمره مساء الثلاثاء في حي براي أثناء عملية للشرطة، وكان الشاب الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف بتهمة «السرقة ضمن عصابة منظمة»، حاول الفرار في سيارته، بحسب مدعي الجمهورية في نانت بيار سينيس.
رفع الملف إلى الدائرة العامة للشرطة الوطنية وطلب المحققون من أي شاهد التقدم للإدلاء بإفادته حول ملابسات الوفاة التي وصفها المتظاهرون بـ»خطأ الشرطة».
نقلت صحف فرنسية، شهادات مناقضة تماما لروايات الشرطة الفرنسية، حيث أكد أغلب سكان الحي الذي يقطن به الشاب، أنه كان مسالما ومتسامحا مع الجميع، بينما أطلقت عليه قوات الأمن لقب «الذئب»، لأنه كان دائما يشاهد وحيدا، وأصدرت في حقه مذكرة توقيف سنة 2017، بتهمة الانتماء للعصابات المنظمة.
بحسب المعلومات المتداولة، فإن الشاب رفض الانصياع لأوامر الشرطة بالتوقف على متن السيارة التي كان يستقلها دون حزام الأمن، وأصيب بطلقة نارية أردته قتيلا.