أدى حشد كبير صلاة الجمعة، أمس، فوق أراضي الخان الأحمر شرق القدس المحتلة، دعما ومساندة لأهالي الخان المهدد بالهدم والترحيل القسري من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وتأكيدا على عروبته.
أكد خطيب الجمعة مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، أهمية الرباط والدفاع عن أرض فلسطين، لافتا إلى أن نصرة الخان والصمود فيه واجب على أبناء شعبنا، لما تمثله هذه المنطقة من أهمية، كونها البوابة الشرقية للقدس المحتلة.
أعرب المفتي عن ثقته بانتصار الخان الأحمر، قائلا: إن أبناء شعبنا في القدس الذين انتصروا في معركة بوابات الأقصى سينتصرون في معركة بوابة القدس الشرقية (الخان الأحمر).
ووجه رسالة للاحتلال مفادها أن هذه أرض فلسطينية خلقنا فيها وسنبقى صامدين فوق أرضنا مهما اشتد العدوان.
وتساءل المفتي، في رسالته للمجتمع الدولي، أين معاهدات واتفاقيات العالم المتعلقة بحقوق الإنسان وشرعية الأمم المتحدة، التي يتغنى بها العالم؟، داعيهم للتحرك لنصرة حقوق الإنسان في فلسطين وإيقاف العدوان الإسرائيلي والأمريكي على شعبنا.
نظم المشاركون عقب الصلاة مسيرة نحو الشارع الرئيسي المحاذي للخان الأحمر، رافعين الأعلام الفلسطينية، ومرددين الهتافات المؤيدة للحق الفلسطيني، والداعمة لصمود وثبات أهالي الخان، والمنددة بجرائم الاحتلال، مؤكدين استمرار الفعاليات حتى إسقاط مخططات الاحتلال الهادفة للاستيلاء على الأرض وإقامة المشاريع الاستيطانية.
أمام الرد القوي لسكان القرية، علقت المحكمة العليا الإسرائيلية، أمس الأول، تنفيذ قرار هدم قرية خان الأحمر بالضفة الغربية المحتلة، وفق ما قال محامي السكان علاء محاجنة.
وخلال مقابلة قبل قرار المحكمة العليا، لمح وزير الأمن العام الإسرائيلي جلعاد إردان إلى أن هدم قرية خان الأحمر ربما لا يكون وشيكا.في المقابل، أعلنت سلوفاكيا نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس المحتلة.
تضامن أوروبي
وتوجه دبلوماسيون أوروبيون إلى القرية تضامنا مع سكانها، لكن جيش الاحتلال، منع وصولهم إليها، بحجة أنها منطقة عسكرية مغلقة.
والدبلوماسيين الذين حاولوا التوجه إلى القرية هم القناصل العامون لفرنسا والسويد وبلجيكا وإيطاليا وأيرلندا وسويسرا وفنلندا وإسبانيا وممثل الاتحاد الأوروبي في إسرائيل، وقد طلبوا إذنا لزيارة المدرسة التي تمولها دول أوروبية عدة داخل القرية لكن قوات الأمن الإسرائيلية رفضت السماح لهم بالزيارة.
قلق أممي
أعرب كل من المنسق الإنساني، جيمي ماكغولدريك، ومدير العمليات في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بالضفة الغربية، سكوت أندرسون، ورئيس مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان جيمس هينان، عن قلقهم البالغ إزاء عمليات الهدم والأحداث المرتبطة بها في التجمعات السكانية الفلسطينية الضعيفة في وسط الضفة الغربية، مطالبين بوقف هذه العمليات واحترام القانون الدولي.
أشار المسؤولون، في بيان مشترك، أمس، إلى أن قوات الاحتلال كانت قد شرعت، بتجريف طرق الوصول داخل تجمع الخان الأحمر-أبو الحلو البدوي الفلسطيني الذي يقطنه ما يزيد عن 180 شخص، 95٪ منهم لاجئون فلسطينيون، ويأتي هذا العمل تمهيدا لما يتوقع من هدم لهذا التجمع السكاني عن بكرة أبيه.
أصابت القوات الإسرائيلية 35 فلسطينيا بجروح واعتقلت آخرين، وتأتي هذه الأحداث أيضا في ضوء موجة من عمليات الهدم نفذت في مختلف أنحاء الضفة الغربية على مدى الأيام القليلة الماضية.