طباعة هذه الصفحة

فيما تبحث «السيليست» عن إيقاف صياح «الديكة»

الـبرازيل وبلجيكـــا نهائي قبـل الأوان

محمد فوزي بقاص

سيكون عشّاق كرة القدم العالمية أمسية الغد على موعد مع انطلاق مباريات الدور ربع النهائي من منافسات كأس العالم 2018 الجارية وقائعها بروسيا إلى غاية الـ 15 من الشهر الجاري، بإجراء مواجهتين ناريتين الأولى تجمع المنتخب اليوروغوياني بنظيره الفرنسي، والثانية ستكون نهائيا قبل الأوان بين المنتخب البرازيلي ومنافسه البلجيكي.

يحتضن ملعب «نيزني نوفغورود» بداية من الساعة الثالثة بعد الزوال بالتوقيت الجزائري، مباراة ربع نهائي مثير من مباريات المونديال بين «السيليست» و»الديكة» في قمة مليئة بالإثارة والفرجة الكروية.
رفقاء القائد المخضرم «دييغو غودين» سيدخلون هذا اللقاء بقوة كبيرة من أجل الإطاحة بالمنتخب الفرنسي، وتأكيد نواياهم في التتويج بالكأس الثالثة للأزرق والسماوي، وسيبحثون عن مواصلة المغامرة في هذه البطولة بعد تألقهم اللافت للانتباه، هم الذين تمكنوا من الفوز بالمباريات الثلاثة الأولى من الدور الأول ضد كل من مصر والسعودية وروسيا البلد المنظم، ثم أقصوا المنتخب البرتغالي بطل أوروبا 2016 الذي كان من بين أكبر المرشحين لنيل اللقب العالمي هذا الموسم.
هذا وعاش المدرب «أوسكار تاباريز» على الأعصاب طيلة الأسبوع بعدما خرج هدّاف المنتخب الثاني في تاريخ «السيليست» ونجم نادي باريس سان جيرمان «إيديسون كافاني» مصابا في لقاء الدور ثمن النهائي ضد المنتخب البرتغالي، بعدما سجل الثنائية التي قادت اليوروغواي إلى الدور ربع النهائي، حيث تضاربت الأخبار حول مشاركة «كافاني» من عدمها ضد فرنسا، خصوصا أن الطاقم الفني لليوروغواي يعول كثيرا على القناص الباريسي في نهجه التكتيكي من أجل المساهمة في فوز وتأهل المنتخب إلى نصف نهائي مونديال روسيا 2018 للمرة الخامسة في تاريخه.
وما زاد الطينة بلة هو خروج الهدّاف التاريخي للمنتخب مهاجم نادي برشلونة «لويس سواريز» متأثّرا بإصابة في الحصة التدريبية لصبيحة الأربعاء، ما جعل المخاوف تتضاعف لغياب الثنائي الهجومي الذي لا يمكن تعويضه أمام فرنسا.
في الجهة المقابلة، يبحث المنتخب الفرنسي الذي يملك أحد أقوى وأنجع وأسرع الخطوط الأمامية في هذا المونديال، الذي يضم في تعداده كل من الظاهرة الكروية صاحب الـ 19 ربيعا «كيليان مبابي» وهداف الروخي بلانكوس «أونتوان غريزمان» ومهاجم تشيلسي «أوليفيي جيرود»، يبحث عن تحقيق الفوز والتأهل ومواصلة المغامرة في هذا المونديال، خصوصا أنه سيخوض هذا اللقاء بمعنويات جد مرتفعة بعدما تمكن من إقصاء منتخب الأرجنتين وصيف بطل العالم في النسخة الفارطة والذي كان من بين المرشحين لنيل اللقب العالمي هذه الصائفة، بنتيجة أربعة أهداف لثلاثة، لكنه سيكون في مواجهة أحد أقوى دفاعات الدورة الذي تلقى هدفا وحيدا في الدور الفارط ضد البرتغال.
وسيخوض رفقاء القائد «هيغو لوريس» هذا اللقاء بتعداد مكتمل مع غياب لاعب وحيد، يتعلق الأمر بصانع ألعاب نادي يوفنتوس الإيطالي «بليز ماتويدي» بسبب تراكم البطاقات الصفراء، عكس اليوروغواي التي قد تفقد أفضل مهاجميها، وهو ما قد يكون في صالح الديكة التي قد تصيح مرة أخرى في سماء مدينة نيزني نوفغورود الروسية بعد نهاية اللقاء.
ولحساب ذات الدور، سيكون ملعب «كازان أرينا» بداية من الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي مسرحا لنهائي قبل الأوان بين «السيليساو» و»الشياطين الحمر» المرشّحان بقوة لنيل اللقب العالمي في هذه الدورة.
المنتخب البرازيلي الذي يتواجد في منحى تصاعدي من حيث الأداء والمستوى المقدم فوق أرضية الميدان، سيبحث عن تحقيق الفوز بالنتيجة والأداء للعبور للدور نصف النهائي من مونديال البرازيل، للاقتراب من تحقيق حلم البرازيليين بجلب الكأس السادسة لراقصي السامبا في التاريخ.
وسيعمل النجم البرازيلي «نيمار دا سيلفا» لقيادة منتخب بلاده نحو التأهل تماما مثلما فعله في لقاء الدور ثمن النهائي ضد المنتخب المكسيكي، هو الذي يبحث عن التتويج  بلقب كأس العالم رفقة المنتخب البرازيلي، اللقب الذي ينقص خزائنه مع «السيليساو» التي توج معها بكل الألقاب في الأصناف الدنيا، آخرها كان نيل الميدالية الذهبية رفقة المنتخب الأولمبي البرازيلي في أولمبياد 2016 بـ «ريو ديجانيرو» البرازيلية، وهو الذي تذوق طعم كل التتويجات المحلية والقارية مع نادييه السابقين سانتوس البرازيلي وبرشلونة الإسباني ونال كل الألقاب المحلية مع ناديه الجديد باريس سان جيرمان هذا الموسم، ما سيكون سندا كبيرا بالنسبة له من أجل خطف لقب أفضل لاعب في العالم الذي يسيطر عليه الثنائي «كريستيانو رونالدو» و»ليونيل ميسي» في العشرية الأخيرة.
مأمورية ابن مدينة ساو باولو البرازيلية ورفقائه في هذا اللقاء لن تكون سهلة أبدا أمام منتخب بلجيكي قوي للغاية ومنظم بشكل ملفت للانتباه فوق أرضية الميدان، ومشكل من نجوم الكرة العالمية الذين يصنعون أفراح كبرى الفرق الأوروبية، يتقدمهما الهداف الدبابة «روميلو لوكاكو» والمحرك «إيدين هازارد» اللّذان يبحثان عن إهداء بلجيكا أول كأس لها في التاريخ، وسيعملون في هذا اللقاء لبلوغ الدور نصف النهائي للمرة الثانية في تاريخ «الشياطين»، خصوصا أنهم سيدخلون هذا اللقاء بمعنويات جد مرتفعة بعدما تمكنوا من القيام بـ «ريمونتادا» تاريخية في الدور ثمن النهائي ضد المنتخب الياباني، بعدما تمكنوا من تسجيل ثلاثية كاملة خلال العشرين دقيقة الأخيرة من عمر اللقاء آخرها كان قبل نهاية المواجهة بثلاثين ثانية وكانت عنوانا لتأهل بلجيكا، مباراة أكد بها البلجيكيون بأنهم يملكون جيلا ذهبيا من اللاعبين ويخوضون هذه المنافسة بثوب البطل، ما ينبأ بأن عشاق كرة القدم العالمية سيتمتعون بمباراة كبيرة قد تكون تاريخية.