نشر عبد الرزاق بوكبة، مدير نشر دار «الجزائر تقرأ»، بيانا جاء فيه أن العدد النهائي للمشاركات في الجائزة التي أطلقتها الدار بلغ 284 نصا مشاركا، تم إرسالها على مدى الأشهر الثلاثة التي أعقبت الإعلان عن الجائزة مطلع شهر أفريل الفارط. وأضاف بوكبة أنّ لجنة التحكيم ستختار خمسة عناوين تشكل القائمة القصيرة، سيعلن عنها مطلع شهر سبتمبر القادم، فيما يُكشف عن الرواية الفائزة شهر أكتوبر.
بلغ عدد النصوص المشاركة في جائزة «الجزائر تقرأ للإبداع الرّوائي (دورة 2018)»، التي أغلقت أبواب المشاركة فيها في الثلاثين جوان الماضي، 284 نصا، من 44 ولاية من داخل الوطن إلى جانب مشاركين من فرنسا. وحضرت فئة الشباب بقوة، بـ209 مشاركين لا يتجاوز عمرهم 40 عاما، منهم 29 مشاركا أقل من 20 عاما، كما كان القسط الأوفر للكاتبات بـ169 كاتبة مشاركة. فيما تمّ إلغاء 21 مشاركة بسبب الإخلال بأحد الشروط المعلن عنها.
وجاء في البيان أن الدورة الأولى من جائزة الإبداع الرّوائي تجاوزت «عوامل السن وعدد الكلمات وطبيعة المدرسة السردية، التي تنتمي إليها الرّواية المشاركة، ليكون مضمار المنافسة جماليًا صرفًا».
وتتكون لجنة التحكيم من الأكاديميين: الكاتب سعيد بوطاجين، جميلة زقاي ومحمد الأمين بحري من الجزائر، إلى جانب الروائي والأكاديمي برهان شاوي من العراق، والقاص أنيس الرافعي من المغرب.
تحصل الرواية الفائزة بالجائزة الكبرى على ما قيمته 99 مليون سنتيم، كما تترجم إلى اللغتين الفرنسية والإنجليزية، وتتم مسرحتها، وتطبع في طبعتين: طبعة جزائرية خاصة للرواية، ضمن منشورات «الجزائر تقرأ»، وأخرى عربية مع دار «المتوسط»، كما يلتزم الروائي الفائز بالانخراط في حملة وطنية لنشر ثقافة القراءة في وسائل النقل. أما الروايات الأخرى المدرجة ضمن القائمة القصيرة، فستحظى بطبعات خاصة وفق عقود امتياز، وينال أصحابها دروع التميز الروائي.
في الأخير، لا يسعنا إلا تشجيع أيّ مبادرة تهدف إلى التحفيز على القراءة والإبداع، ما دامت تتم في إطار قوانين الجمهورية وتحترم خصوصيات وثقافة المجتمع الجزائري المتعارف عليها.
بالمقابل، من الصعب جدا أن نسكِت صوت الفضول حين يهمس لنا، ويسألنا: كيف نجحت «الجزائر تقرأ» في مواصلة هذا المسار التصاعدي في النشاط، وتمكّنت من رصد قرابة مليون دينار جزائري للرواية الفائزة (وهو ما يعادل قيمة جائزة «آسيا جبار» التي تشرف عليها مؤسستا «إيناغ» و»آناب» مجتمعتين)، في وقت تشكو فيه دور النشر الأخرى قلّة التمويل أو انعدامه؟
أما إذا كانت هنالك مصادر تمويل خاصة خارج دعم وزارة الثقافة المتعارف عليه، فالأجدر بنا مشاركة هذه التجربة الرائدة وشرحها، بل وتعميمها على دور النشر الأخرى، خدمة لسوق الكتاب في الجزائر، وتنويعا لمصادر التمويل الثقافي التي لطالما دعا إليها القائمون على الثقافة وعلى رأسهم الوزير ميهوبي، وتقديما ليد العون للناشرين الذين يشتكون صراحة كسادا وعراقيل عرفها ميدان النشر مؤخرا. فهل تتبع دار النشر الفتية هذه استراتيجية موضوعية، أم أنها تملك وصفة سحرية / سرية للنجاح؟