افتتح المهرجان الثقافي المحلي للأغنية والموسيقى والرقص واللباس النايلي للتراث الأصيل في طبعته الرابعة، مساء أمس، بدار البيئة بالجلفة وسط حضور قوي، وتوافد العديد من المواطنين والعائلات التي توافدت إليها من كل حدب وصوب.
واستهل حفل الافتتاح الرسمي لهذه التظاهرة الثقافية التي حضرتها السلطات المحلية للولاية بإقامة معرض بدار البيئة، تحتوي أجنحته على فسيفساء متنوعة للباس «النايلي» النسائي والرجالي، وكذا كل ما يرمز لهذا التراث الذي يأبى الاندثار وأصبح يواكب العصرنة، مطلا بألوان مختلفة تعكس تشبث أهل المنطقة بأصالتهم المتجذرة في عمق التاريخ كما تمعّن الحضور في ما قدمته الجمعيات الثقافية والحرفيين من عروض للألبسة النايلية التقليدية والمعاصرة.
وفي كلمة افتتاحية لفعاليات هذه التظاهرة، أشاد الأمين العام لولاية الجلفة الحاج موسى، بهذا المكسب الحقيقي للمنطقة، معتبرا «المهرجان واجهة للتعريف عن جانب هام من ثقافة أولاد نايل من غناء وموسيقى ولباس وفلكلور متنوع والتركيز على البعد الحقيقي للثقافة المحلية التي تزخر بها ولاية الجلفة، كما دعا بالمناسبة إلى تطوير عمليات «تسويق هذا الموروث الثقافي الهام، وكل ما يخدم الأصالة ويرقى بالفن المحلي حتى يكون لهذا المهرجان سمعته الوطنية».
وقد أكد في السياق نفسه جيلالي حرفوش محافظ المهرجان «على وجوب التعاون الهادف الذي يخدم المهرجان ويطوره، وقد شكر في المقابل مجهودات وزارة الثقافة وولاية الجلفة، على دعمهم ومجهوداتهم من أجل إنجاح هذه الطبعة الرابعة، شاكرا ايضا تجاوب و تعاون الأسر النايلية ومشاركتها الفعالة في التظاهرة.
في تصريح خص به جريدة «الشعب» أكد الفنان لخضر ديديا الملقب «بجوهرة أولاد نايل»، «على اعتزازه بهذا المهرجان»، معتبرا إياه «مكسبا هاما لولاية الجلفة». ودعا بالمناسبة الفنانين والحرفين إلى التعاون الجاد والهادف، مشيرا أيضا أن «عدد كبير من الفنانين الكبار الذين لم يقاطعوا المهرجان لأنه مهرجان الولاية وليس مهرجانا شخصيا لأي أحد»، كما أجاب عن سؤالنا حول المقاطعة التي تبناها فنانون متميزون في ولاية الجلفة، قائلا: «إنه يجب أن نتجاوز بعض الأشياء ولو كانت حقيقة مؤكدة من أجل إنجاح المهرجان خاصة في التوقيت الضيق الذي تم التشاور فيه والتحضير له». وأضاف قائلا: «أن لهم حق في الحفاظ على مكانتهم وترقيتها والدفاع عنها بكل قوة.
ومن جهة أخرى أشار الفنان حميدة النايلي إلى أن هذا المهرجان إضافة كبيرة لولاية الجلفة، وقد ساهم في فتح الطريق أمام الموهوبين من الفنانين الصاعدين، حيث يأمل هو وزملاؤه من وزارة الثقافة النظر في ترقية هذا المهرجان والنهوض به إلى الأفضل دائما مع تجدد الطبعات.
في سياق آخر رصدت «الشعب» آراء الجمهور، حيث أبدى العديد من الحضور «ارتياحا كبيرا لهذه التظاهرة التي جاءت في وقت يرونه مناسبا للترفيه والاحتكاك مباشرة مع فناني ولاية الجلفة»، داعين إلى تواصل هذه التظاهرات التي أضحت غائبة تماما خلال السنة.
هذا وقد توافد الكثير على ملعب 5 جويلية وسط جمهورغفير تفاعل مع إيقاعات فناني الأغنية النايلية بولاية الجلفة.