طباعة هذه الصفحة

الأمراض الفتاكة تهدد حقول محصول العنب والمبيدات لا تحل المشكل

بولنوار: غياب التكوين وسوء استعمال المبيدات وراء ارتفاع الخسائر إلى 50٪

خالدة بن تركي

 خبير فلاحي: العلاج الوقائي ضروري لتفادي الخسائر ومجابهة مرض» الميليديو»
 مختص في التنمية الفلاحية: 30٪ خسائر مادة البطاطا في بعض الولايات

تعالت أصوات الفلاحين في حقول محصول العنب جراء الخسائر التي تكبدوها بسبب مرض البياض الزغبي أو»الميليديو» الذي انتشر بشكل كبير وتسبب في خسائر مادية معتبرة وصلت إلى 50 بالمائة ما دفعهم إلى الاستنجاد بمديريات الفلاحة والغرفة الفلاحية قصد التدخل لدعمهم بالدواء لمجابهة انتشار المرض وإنقاذ عدد من الحقول، خاصة وأن المبيدات لم تعد تجدي نفعا.
قال رئيس الجمعية الوطنية للتجار الحرفيين الجزائريين الحاج طاهر بولنوار في تصريح لـ» الشعب» إن مرض «الميليديو» الذي انتشر على مستوى حقول الفلاحين في محصول العنب وتسبب في خسائر مادية معتبرة لأصحابها الذي يناشدون اليوم مديريات الفلاحة التدخل «جاء بسب الأدوية النباتية وعلاماتها بالإضافة إلى سوء استعمالها الأمر الذي يستوجب المرافقة من طرف غرف الفلاحة وكذا دورات تكوينية لأجل تطوير خبرات الفلاحين أكثر «.
أوضح في سياق موصول أن 70 ٪ من الفلاحين من فئة الكهول وهم أميون لا يعرفون كيفية استعمال الأدوية الحديثة المستوردة والتي قد تكون سببا في انتشار المرض وتهديد محصول العنب بالإضافة إلى نوعية الأدوية المستعملة المستوردة بمبالغ زهيدة فرغم علمهم بعدم صلاحيتها يبيعونها للفلاحين الذي يجهلون اليوم النوعية الجيدة جراء غياب التكون في المجال.
أشار بولنوار في ذات السياق إلى عدم احترام شروط الحفظ وغياب المعرفة التي غالبا ما تؤدي إلى نتيجة عكسية تسببت في انتشار المرض والفتك بعشرات الهكتارات ما جعل الفلاحين يطلقون نداء استغاثة للوزارة الوصية قصد التدخل قبل تكبد خسائر أخرى.
من جهته، أكد عيسى منصور خبير في الفلاحة في تصريح لـ»الشعب» أن مرض «الميليديو» المعروف بالبياض الزغبي مرض فطري ومعروف منذ وقت طويل غير أنه تفاقم خلال هذا الشهر بالضبط منذ 20 يوم تقريبا، أين اشتكى الفلاحون من الوضع الذي كبدهم خسائر كبيرة أرجعوه إلى عدة عوامل على غرار الأمطار الغزيرة والرطوبة العالية وكذا الحرارة التي عادة ما تؤدي إلى انتشار مرض البياض الزغبي الذي هوعبارة عن بقع زيتية موجودة فوق أوراق العنب تعيق عملية التركيب الضوئي وهوالمرض الذي من المفروض أن تصاحبه عملية إنذارات من المعهد الفلاحي لحماية النباتات من أجل إيجاد علاج وقائي لتفادي خسائر أكبر.
وأكد عيسى منصور ضرورة تدخل الوزارة الوصية لإيجاد حل للمشكل الذي قد يكون انتشاره بسبب عدم استعمال الأدوية في الوقت اللازم وعدم احترام مدة العلاج المحددة بـ 4 أيام كأقصى تقدير بالإضافة إلى عدم احترام المدة يؤدي بدوره إلى انتقال المرض إلى مرحلة أخرى وبالتالي الدواء لا يجدي نفعا في هذه الحالات.


وقال خبير في التنمية الفلاحية» آكلي موسوني في تصريح لـ «الشعب» إن المرض موجود في الخضر والفواكه خاصة في المناطق التي عرفت تساقط الأمطار، حيث سجلت خسارة في فاكهة العنب بنسبة 100 بالمائة و80 بالمائة في الكرز، في حين وصلت إلى 30 بالمائة في مادة البطاطا بالنسبة لمنطقة البويرة، مشيرا أن المبيدات المستعملة في علاج الميليديوليست فعالة خاصة وأن الكوكتال المعتمد في السنوات الماضية المستعمل في محاربة «الميليديو» لم يعد يعتمد اليوم أين أصبح الفلاحون يعتمدون على العلاج الوحيد الذي يخفف المرض ولا يقضي عليه نهائيا بالنظر إلى ثمنه الزهيد بالمقارنة مع الآخر وهنا يكمن المشكل الذي يكبد الفلاحين خسائر كبيرة.