طباعة هذه الصفحة

مدعوون لتفادي الخوض في الشأن السياسي خلال الرئاسيات:

عيسى يحذر من ظاهرة الاعتداء على الأئمة وأماكن العبادة

جلال بوطي

تزامنا مع بداية الحديث عن الرئاسيات المقررة في ٢٠١٩، حذر وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، من تنامي ظاهرة الاعتداء على الأئمة في الآونة الأخيرة، موضحا أنهم قدوة المجتمع، في حين أكد تحضير مشروع قانون يعاقب كل من يمس بحرمة بيوت الله.
أبدى عيسى تأسفه الكبير لتداول بعض وسائل إعلام، تفيد باعتداء إمام في ولاية الشلف على مصلين، نافيا ذلك قطعيا، وقال أن ما تم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص اعتداء إمام على مواطن داخل الحرم المسجدي عار من الصحة، مؤكدا أن الأمر يتعلق برفع الأصوات بين الطرفين ما أدى إلى سقوط بعض المصلين خلال التدافع.
أعلن محمد عيسى في ندوة صحفية عقدها، الخميس الماضي، خلال اجتماعه باطارات القطاع بدار الإمام بالعاصمة، عن التحضير لمشروع قانون جديد يجرم التعدي على الإمام وأماكن العبادة وذلك بالتنسيق مع وزارة العدل، مشيرا إلى أنه لا يمكن السماح لأي جهة بأن تمس بكرامة الإمام، نظرا لما يؤديه من مهام نبيلة، مسؤولية حمايتها تقع على الجميع.
بخصوص قضية الاعتداء على الأئمة  قال وزير الشؤون الدينية أن مثل هذه الأحداث التي تقع في المساجد تتكرر يوميا، بسبب محاولة بعض الأطراف السيطرة على الجمعيات الدينية لأغراض مجهولة، مؤكدا أن مصالحه الوزارية تتابع  يوميا ما يحصل في المساجد من تصرفات تسيئ لدور العبادة وهو ما لا يقبله نهائيا.
في سياق آخر دعا الوزير أئمة المساجد إلى عدم الخوض في الأمور السياسية، تزامنا مع الإنتخابات الرئاسية القادمة، مؤكدا أن الواجب على منابر المساجد الابتعاد والامتناع وعدم الانحياز في التوجهات السياسية المختلفة، وأضاف أن دعوة الجزائريين إلى الانتخاب والتوجه إلى صناديق الاقتراع فعل إيجابي لكن شرط عدم تسييس المساجد لأي جهة كانت.
أما فيما يتعلق بموسم الحج، أكد عيسى أن كل الإجراءات اتخذت لضمان حج ميسر، قائلا «نواصل برنامج حج الكرامة المسطر في برنامج رئيس الجمهورية، وأوضح أن الوكالات السياحية الخاصة وعددها ثلاثين، لم توفر كل الشروط المطلوبة عدا وكالتين احترمتا الشروط، داعيا الحجاج إلى الامتثال لتوجيهات المنظمين لتفادي التدافع والوقوع في المخاطر.
في موضوع مغاير تطرق عيسى إلى  التقارير الصادرة عن منظمات دولية، تنتقد الحرية الدينية في الجزائر، واصفا  إياها بـ المغلوطة وتنطوي على نوايا سيئة، لاستهداف الحريات في الجزائر، في حين قال أن تقرير كتابة الدولة الأمريكية الأخير تراجع عن حدة انتقاده للحريات وهو أمر إيجابي يؤكد نوايا الدولة الجزائرية في حماية كل الأديان ونشر التسامح.
وفي هذا الصدد أشاد بدور الأئمة الجزائريين في المهجر، الذين تم انتدابهم إلى عدة دول على غرار فرنسا، وقال إنه رغم اللغط الذي سبق انتدابهم، لكن وجودهم هناك كان إيجابيا، ولبى حاجة الأمن القومي هناك، حيث تمت الاستعانة بالأئمة الجزائريين للتحاور مع أفراد عائدين من بؤر التطرف، مؤكدا أن الطلب يتزايد على الأئمة الجزائريين في عدة دول أوروبية.