طباعة هذه الصفحة

تعزز قدرات القوات البحرية القتالية

السفينة الشراعية “الملاح” تشرع في حملة تدريب

سهام بوعموشة

99 طالبا ضابطا  يستفيدون  من التكوين التطبيقي بعرض المتوسط

أشرف اللواء حولي محمد العربي قائد القوات البحرية، أمس الأول بالمكسر الشمالي لميناء الجزائر على مراسم تفتيش السفينة الشراعية “الملاح” رقم المتن 938 المتوجهة لتنفيذ ولأول مرة الحملة التدريبية “صيف 2018”.
وجرت المراسم المنفذة تطبيقا  للتوجيهات السنوية للتحضير القتالي للقوات البحرية لسنة 2017/2018،  تحت قيادة العميد عدنان الشريف قائد المدرسة العليا البحرية الشهيد سويداني بوجمعة، والمقدم خواني زوبير قائد السفينة، وذلك ابتداء من اليوم إلى غاية 5 أوت 2018.
استفاد من هذا التكوين التطبيقي 99 طالبا ضابطا عاملا في السنة الأولى من التكوين “أل.أم.دي”، من بينهم طالبة واحدة، كما يضم التكوين  طالب ضابط من البحرية التونسية وآخر من الكاميرون طيلة مدة الحملة التدريبية، وذلك في إطار تطبيق برنامج التعاون العسكري مع الدول الشقيقة والصديقة، علما أن هذه الحملة التدريبية لإطارات القوات البحرية أصبحت تقليدا معمولا به في هذا الجهاز.
حدد مسار الحملة التي ستدوم 35 يوما، من بينها 20 يوما ملاحة في غرب البحر المتوسط، بحر تيرانيان، علاوة على الملاحة في طرق بحرية متنوعة كالقنوات والمضايق، بحيث تنفذ على ستة مراحل تتخللها توقفات في موانئ أجنبية، المرحلة الأولى بين الجزائر واسبانيا ويكون التوقف بميناء برشلونة، والمرحلة الثانية العودة اسبانيا –الجزائر والتوقف بميناء سكيكدة، ثم الجزائر- مالطا والتوقف بميناء لافاليت، ومالطا- الجزائر والتوقف بميناء وهران، تليها الجزائر-ايطاليا والتوقف بميناء “سفيتافيكيا” بروما، وأخيرا المرحلة السادسة ايطاليا- الجزائر ويكون التوقف بميناء الجزائر.
في هذا الصدد أوضح رئيس مصلحة الاتصال للقوات البحرية العقيد بن مطير منير أن القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، تهدف من تنظيم هذا التكوين التطبيقي للطلبة الضباط العاملين إلى تكملة مسارهم التكويني بتطبيق معارفهم النظرية المكتسبة في المدرسة، من خلال تدربهم على النموذج طبق الأصل لأشرعة وصواري “الملاح” المنصب على مستوى المدرسة العليا البحرية لتدريب الطلبة الضباط والأطقم على الملاحة بالأشرعة.
موازاة مع ذلك ، ستسمح هذه الرحلة بالإحتكاك المباشر للطالب الضابط بالمسرح البحري الذي يسمح بإختبار تأقلمه مع الظروف الملاحية الحقيقية، فالسفينة الشراعية ستعطي للبحارة صورة أقرب لحقيقة الملاحة ومدى تأثير الرياح والتيارات البحرية دون استعمال المعدات المتطورة المنصبة على متن الوحدات الحربية الحديثة.
وأضاف العقيد بن مطير أن هذه التجربة، ستمنح للضباط الخبرة والجرأة  لمجابهة المخاطر والتعامل الأمثل مع الظروف الملاحية المتنوعة، مشيرا إلى أن الملاحة التقليدية مهمة جدا للبحارة في حال تعطل أجهزة الملاحة الحديثة للقطع البحرية أو التشويش على الاقمار الصناعية.وقال أيضا أن المسار المحدد للحملة التدريبية سيساهم بتعرف الطلبة الضباط العاملين على الملاحة في المضايق، الخلجان والقوات في ظروف مناخية مختلفة بالإضافة لما ستضيفه التوقفات التي ستنفذ في الموانئ الأجنبية في إثراء معارف الطلبة على الصعيدين المهني والثقافي من خلال تعرفهم على عادات وتقاليد الشعوب.
 وتجدر الإشارة إلى أن التوقفات سيتخللها نشاطات بروتوكولية تشريفاتية، رياضية وثقافية تندرج ضمن البرنامج المعد والمسطر لتكوين الطلبة والطاقم، وسيساهم “الملاح” الجزائر من خلال التعريف بعراقة بحريتنا وبحارينا وسينشر ثقافتنا، تاريخنا العريق وحاضرنا بكل فخر واعتزاز، قال رئيس مصلحة الاتصال للقوات البحرية.
للعلم، فإن مهام السفينة الشراعية المدرسة الملاح، هي تعود الطلبة الضباط على أبجديات الملاحة بالأشرعة، تطوير القدرات البدنية، الشجاعة وردة الفعل للطلبة الضباط في البحر، تطوير واكتساب الطلبة لروح العمل الجماعي على المتن، تطوير قدرة التحمل الجسدية والنفسية للطلبة الضباط في ظروف الملاحة السيئة، تطوير القدرات التطبيقية في مجال الملاحة الفلكية وتعزيز معارفهم في مجال علوم الطقس والبحار، وكذا تحسين الإمكانيات في مجال استغلال وسائل الإنقاذ على المتن.
زيادة على منح الطلبة خبرة وجرأة على اقتحام المخاطر وفهم أكثر لحقيقة الإبحار والتعامل الأمثل مع أحوال الطقس، والتدريب على استخدام أجهزة الملاحة الإلكترونية وكذا برامج استغلال الأنظمة الميكانيكية الحديثة، وبعد اكتساب خبرة عملية على متن السفينة الشراعية” الملاح”، فلن يجد البحار الجزائري أي صعوبة في التعامل وقيادة السفن المعدنية الحديثة والمدججة بأحدث التقنيات.